تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جمهورية الآداب

رؤيـــــــة
الأربعاء 12-5-2010م
سوزان ابراهيم

في عصر الأنوار (القرن 18) سمي عالم الكتب بجمهورية الآداب, فماذا حلّ بها في عصر الرقمنة, وديمقراطية المعرفة كما يدعي حكامه؟ هل تنظرغوغل إلى أيّ من المكتبات على أنها معبد للمعرفة، أم منجم صالح للاستغلال؟

خلال السنوات الأربع الأخيرة قامت غوغل برقمنة ملايين المؤلفات المستقاة من ثروةِ كبرى المكتبات الجامعية, وإطلاقها على الشبكة, لكن الناشرين والمؤلفين اعتبروا ذلك خرقا لحقوق التأليف والملكية الفكرية.‏

ظهر مفهوم حقوق الملكية الفكرية في بريطانيا العظمى سنة 1710 في إطار القانون المسمى «قانون آن» للحد من سلطة الناشرين المطلقة, ومنح المؤلفين الملكية الكاملة لأعمالهم لمدة 14 سنة قابلة للتمديد مرة واحدة فقط. وبحسب قانون 1980 المسمى «قانون ميكي» ينطبق حق الملكية الفكرية على العمل, مادام صاحبه على قيد الحياة, ثم 70 سنة بعد وفاته.‏

أما على الشبكة العنكبوتية, فالوصول الحر إلى التراث الثقافي, لا يتحقق عموما إلاّ مع المؤلفات المنشورة قبل الأول من كانون الثاني 1923.‏

في تشرين الأول 2008, توصلت غوغل والمؤلفون والناشرون إلى اتفاق, واستنتج قارؤوه, أنه سيشكل أساساً لما يمكن أن يصير أكبر مكتبة في العالم, إذ ستصبح غوغل أكبر بائع كتب في الكوكب! وأن اقتصاد الربح سيجعل من الانترنت أداة لـ«خصخصة» المعرفة العامة, وسيعمل على خلق «أقلية حاكمة» ذات سلطة وقوة متناهية.‏

suzani@aloola.sy

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية