تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جديد مركز الدراسات الاستراتيجية:

شؤون سياسية
الأربعاء 25/6/2008
قراءة:مصطفى انطاكي

أمريكا بين الفشل والسقوط,هو الإصدار الجديد لمركز الدراسات الاستراتيجية في دمشق ويتضمن سلسلة كتب في كتاب يتضمن مواضيع متعددة هي

(الفرص الثانية..وثلاثة رؤساء وأزمة القوة العظمى-والجبروت والجبار معلومات تحتضن في طياتها تأملات في السلطة الأمريكية,والدين,والشؤون الدولية-ثم الدولة الفاشلة باستعمال القوة الغاشمة والاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة وأزمة أمريكا الأخلاقية في ظل قيم مهددة .هذا الكتاب يدعو إلى كشف المستور وفضح النوايا اللئيمة..وإلى تعريف القراء بالسياسات الأمريكية التي تفتقر بصورة متزايدة إلى البوصلة الأخلاقية والقيم الإنسانية والتي تتمثل أيضاً بإرهاب منظم تمارسه الإدارة الأمريكية ضد دول العالم على أساس (من ليس معنا فهو ضدنا)..‏

لقد كانت للولايات المتحدة خيارات تبلورت من خلال سياسات إداراتها المختلفة التي تتابعت على عرش الامبراطورية:‏

-خيار سياسة تقليدية في بيئة غير تقليدية فلم تستفد أمريكا من الفرص التي سنحت لها وهي كثيرة وبقيت تراوح في المكان حيث المستقبل المجهول.‏

-اتباع شكل ممنهج لعولمة مسؤولة عن مستقبل البشر ومصيرهم..وكان الميراث المزيد من التعقيد والخيارات الصعبة والتحديات السيادية لدول العالم .‏

-التزام الحرب العدوانية ضد عالم فيه الخير والشر دون هدف محدد أو استراتيجية واضحة تحت شعارات مرفوعة,فجاءت النتائج كارثية على مستقبل أمريكا وسمعتها في العالم.‏

-في أعقاب 11أيلول 2001سيطرت رؤيتان على السياسة الأمريكية :ضرورة السرعة في نشر عولمة الأمركة كتيار يجرف أمامه الاقتصاد العالمي والسيادات الوطنية والحدود الدولية ويلغي القيم والمفاهيم وينشر ويطبّع الثقافة الأمريكية.‏

والنزعة المحافظة الجديدة على أساس أن جوهرها محدث من أشكال الامبريالية انتهزه المحافظون الجدد في نشر القواعد العسكرية في كل قارات العالم ومحيطاته..ولكن الإدارة الأمريكية لم تحصد إلا الريح العاصفة التي أشعلت الحرائق في كل مكان بدلاً من أن تخمدها..وبذلك ضاع أمن العالم وأمان شعوبه واستقرارها فجاءت النتائج غير منطقية,وغير واقعية..وغير مرضية..وخير دليل على ذلك ما قاله أحد خبراء السياسة في الولايات المتحدة(إن القوة الأمريكية في كل أنحاء العالم في أوجها التاريخي..والموقف الكوني السياسي في حضيضه),ويقول الرئيس الأسبق كارتر(يميل هؤلاء الأصوليون في واشنطن إلى تعريف أنفسهم على نحو ضيق ومقيد أكثر فأكثر..فيستغلون المسائل العاطفية وينظرون إلى التغيير والتعاون والتفاوض والجهود الأخرى لحل الخلافات الدولية كمؤشرات ضعف وتنازل وتراجع عن المواقف..ومجمل القول هناك ثلاث كلمات تصف هذا النموذج من الأصولية هي..الصراحة من أجل المصالح..والسيطرة على العالم..وإقصاء الآخرين).‏

كما اعترف هنري كيسنجر أن سياسة الحرب الاستباقية ,سياسة متطرفة تتحدى النظام العالمي..لأن تبنّي مثل هذه السياسة أجبر الإدارة الأمريكية على تخليها عن المعاهدات والتحالفات الدولية القائمة,والنتيجة الخطيرة الأخرى لهذه السياسة هي احتمال أن تتبنى الدول الأخرى مثل هذه السياسة لتحقيق أهداف قد تكون عدوانية.‏

-كيف يمكن أن تستعيد الولايات المتحدة دورها القيادي وهيبتها الدولية في حقبة تنامي الوعي السياسي العالمي الحالية..بعد أن بددت الإدارة الأمريكية الحالية قدراً كبيراً من قوتها ومكانتها?‏

-كيف فسرت الإدارة الأمريكية جوهر الحقبة الراهنة..وهل كانت تقودها رؤية ذات صلة بنتائج التاريخ ودروسه وعبره?‏

-هل سيتركون العالم بعد عام من الآن أفضل مما كان عليه أم أسوأ?‏

-ما الدروس الأساسية التي يجب استقاؤها للمستقبل من أداء أمريكا في العقد الماضي..باعتبار أن الولايات المتحدة قائدة العالم,والقوة الامبراطورية العظمى?الردود تأتي على لسان المسؤولين الأمريكيين أنفسهم:‏

يقول بريجنسكي يصف الرئيس بوش بأنه :(في مواجهة الاضطرابات العالمية هو مخترع أزمات ممتاز..ولا يمتلك رؤية استراتيجية).‏

لذلك وفي عهده أصبحت السياسة الأمريكية مدمره لذاتها استراتيجياً ,حيث تضررت مصالحها على المدى الطويل لأنها افتقرت إلى قيادة حكيمة متبصرة في القضايا المتعلقة بالصالح العالمي.‏

وأخيراً يتساءل الباحث الأمريكي غازي هارت..من نحن?هل نحن امبراطورية أم جمهورية?علينا أن نصل بصدق إلى عناصر الجواب بسرعة..وقبل فوات الأوان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية