تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وزارة للزراعة.. والفلاحة!!

اقتصاديات
الأربعاء 25/6/2008
د. سمير صارم

في دول عربية شقيقة يطلقون على وزارة الزراعة اسم وزارة الفلاحة ! وفي الارياف كل من يعمل بالارض هو فلاح وليس مزارعاً, والفلاحة هي الفعل الاول في أي عمل زراعي , وكلما كانت الفلاحة اعمق تكون افضل لقلب التربة والوصول الى مكامن المعادن اللازمة لتغذية البذور وانباتها!.

من هنا وجب الاهتمام بالفلاحة اولاً من اجل محصول اكثر وفرة وجودة, ومن اجل تمكين الارض لتكون اكثر انتاجية!!‏

فبماذا تهتم وزارة الزراعة حتى الآن?‏

تهتم بالمحاصيل , وتعطي دعماً لها , وتقرر اسعاراً افضل لمنتجيها!‏

لذلك مطلوب ان تعود الى الجذور.. الى الفلاحة فتدعمها, واشكال الدعم عديدة ,ومنها توفير امكانية حصول الفلاحين على جرارات زراعية بأسعار مناسبة وبالتقسيط المريح!!‏

في بداية الثورة الزراعية السورية اواخر الثمانينات تم انشاء معمل للجرارات في سورية, وصل الآن الى مرحلة الاحتضار. وربما مات !! لست ادري لأن احدا لم يعد يتحدث عنه, وقدم هذا المعمل الجرارات للفلاحين ليسهموا بالثورة الزراعية التي تحققت بعد اقل من اربع سنوات على بدايتها , فقد كنا نستورد عام 1987 نحو 1.5 مليون طن قمح, لكننا وفي مطلع التسعينات حققنا فائضاً من القمح بلغ نحو 12 مليون طن .. !!‏

ثم تراجعت الزراعة بتراجع الفلاحة , واحتضار معمل الجرارات !!‏

طبعاً لم تتراجع الزراعة السورية عما كانت عليه بفعل تراجع انتاج الجرارات فقط, لكننا نريد القول انها مجموعة عوامل تضافرت , ومنها اننا لم نعد نهتم بالفلاحة!!‏

فهل تتجه وزارة الزراعة للفلاحة وتثير موضوع توفير الجرارات , ومختلف ادوات الفلاحة بأسعار مناسبة للفلاحين, وبأقساط مريحة ?!‏

مسألة اخرى لابد من الاهتمام بها وهي السماد!! والسماد يمكن ان يلي الفلاحة, ويسبق الزراعة, ويمكن ان يليها !.‏

هذا السماد غير متوفر كما ينبغي,واذا توفر سيباع بالسوق السوداء ,فلماذا لا نسمح باستيراده ليكون عندنا سعران للسماد احدهما مدعوم من المصرف الزراعي والآخر حر!. كما سلع تموينية اخرى , بعضها يباع بالبطاقة التموينية, وبعضها يباع حراً,فالمهم تأمين المادة !!‏

ثم .. كفانا رفع شعارات الري الحديث..هذه الشعارات التي اسمعها منذ عشر سنوات على الاقل دون ان تحقق المأمول!. فنحن لا نريد شعارات ..نريد انجازات في هذه المجال وغيره!.‏

لقد مرت سنوات لم تعطِ فيها الحكومة الفلاحة, او الزراعة ما تستحقه, وكانت مطمئنة الى وجود اكتفاء ذاتي و فائض, وكان اهتمامها ينصب حول تصريف الانتاج الوفير, لكن الامر لم يستمر, وها هي الكارثة العالمية للغذاء تصدمنا فنصحو على اهمية الزراعة, وبدايتها الفلاحة!!‏

فهل تبحث وزارة الزراعة في قضية الفلاحة اولاً بتوفير مستلزماتها?!‏

ثم .لماذا لا يكون اسم الوزارة .. وزارة الفلاحةوالزراعة ويتم إلغاء الاصلاح الزراعي لتنافي مثل هذا الاصلاح مع اقتصاد السوق, إلا اذا كنا سنفهمه اصلاحاً للزراعة..والفلاحة!!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية