|
جامعات فجميع الاجتهادات والتوقعات التي تحدث عنها بعض المعنيين في قطاع التعليم العالي من استنباط وتطبيق أساليب جديدة للقبول قد تبقى في مرحلة المقترحات والأمنيات...وجميع المجالس والندوات التي عقدت لأجل ذلك لعلها بقيت مرهونة بواقع الأزمة التي يعشها البلد الآن.. ولعل ما ينتظره الطالب السوري وذووه من المفاضلة القادمة سيبقى خارج إمكانية القفز فوق هذه الظروف ...هذا ما تشير إليه الوقائع حتى الآن .... أما ما تحدث عنه بعض المعنيين من إجراء اختبارات ومقابلات للقبول هي غاية غير قابلة للتنفيذ كما أكد أصحاب القرار أنفسهم، وإن كانت خطوة مطلوبة لتحقيق عدالة القبول. طبعا لا نريد استباق الأمور أو إدخال الطلبة في حالة من التشاؤم ولكن ما هو واضح أن الظروف الحالية أشبه بظروف العام الذي سبقه والتعليم العالي يجد نفسه أمام تحديات جديدة بعضها يتعلق بعدم إمكانية قبول الطلاب في بعض الكليات وبعض الاختصاصات في الأماكن غير الآمنة وبعضها يتعلق بإمكانية خفض المعدلات باعتبارها مسألة تتعلق بمعدلات ونسب النجاح في الثانوية العامة، وحتى الكليات التي يحتاج القبول فيها إلى الموهبة مثل كلية الفنون الجميلة وكلية العمارة، تكتفي بإقامة دورات للطلبة الراغبين بالتسجيل فيها لتساعدهم في اختيار هذه الرغبة بينما يبقى موضوع العلامة والمعدل هو الحد الفاصل للدخول إلى هذه الاختصاصات رغم الانتقادات اللاذعة التي توجه إلى هذا الأسلوب في القبول من قبل أساتذة هذه الكليات أنفسهم. ومع أننا لا ننكر جهود التعليم العالي بالتوجه لإيجاد اختصاصات تخدم الحالة الاجتماعية الحالية وما هو مطلوب في المرحلة القادمة لبناء البلد.... ولا ننكر ما قامت به من التوسع الأفقي والشاقولي وافتتاح اختصاصات وكليات جديدة وبخاصة ما يتعلق بافتتاح كليتي العلوم التطبيقية وما يشملانه من اختصاصات تعتبر مطلوبة لدى شريحة التعليم المهني والتقني إلا أن إيجاد طرق مختلفة للقبول وتوزيع الاختصاصات وفق الأولويات التي يحتاجها المجتمع لا وفق ما اعتاد الناس أن يعتبروه هو الأفضل بين الاختصاصات، هي المشكلة التي تبقى أكثر إحراجا في القبول الجامعي حتى الآن. |
|