تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في الذكرى 194 لولادة هيرمان ملفيل... ثلاث نظريات حول رائعته «موبي ديك»

عن the atlantic
فضاءات ثقافية
الثلاثاء 20-8-2013
ترجمة: سوزان ابراهيم

احتفالاً بتراثِ روائي أميركي عظيم هنا مقتطفات من مقالات من أرشيف جريدة «الأتلانتك»: في مثل هذا اليوم (الأول من آب) من عام 1819 ولد هيرمان ميلفيل في مدينة نيويورك.

يتذكر القراء ميلفيل كروائي أميركي عظيم- ربما الروائي الأميركي الأعظم- ولكن قبل أن يصبح كاتباً, كان شاباً مغامراً أمضى سنوات في الإبحار حول العالم.( تلك المغامرات تضمنت فترة اعتقال بسبب مشاركته في تمرد على ظهر سفينة لصيد الحيتان, كما تضمنت العيش بين أكلة لحوم البشر لمدة ثلاثة أسابيع, جنوب المحيط الباسيفيكي, ثم الحملة السيئة ضد المبشرين المسيحيين في هاواي). أخيراً ومع وصوله سن البلوغ, فإن السنوات الأولى من حياة ميلفيل ستلهمه الكثير من كتاباته, بما في ذلك عمله الأدبي الأهم «موبي ديك».‏

لقيت «موبي ديك» دراسات نقدية عديدة ومختلفة, حين إصدارها الأول عام 1851. عقود مرت قبل أن تقع أميركا في حب رائعة ميلفيل تلك, لكن مع الوقت قامت «أتلانتك» بنشر مقالتين نقديتين تحللان الرواية في أربعينيات القرن الماضي, وتعيد لها مكانها الصحيح ضمن «بانثيون» الأدب الأميركي.‏

واحتفالاً بميلاد ميلفيل, فقد اختيرت بعض المقاطع من تلك المقالات التي شرحت عبر ثلاث نظريات لماذا بقيت «موبي ديك» واحدة من الكتب العظيمة في العالم:‏

ليست قصة.. إنها أسطورة‏

من المتعارف عليه بشكل عام أن قوانين الرواية العادية لاتنطبق على «موبي ديك». إن قمنا بتطبيق تلك القواعد فلابد أن نضطر إلى وضعها في المكان غير الملائم. كان هذا هو الرأي حتى عقدين ماضيين. خلال تلك العقود تم اكتشاف «موبي ديك» كواحدة من روائع الأدب. لكن ما سبب تلك النقلة بالمنظور العام؟‏

ببساطة, اكتشفنا كيف يتوجب علينا قراءة «موبي ديك». لا ينبغي قراءتها كما لو أنها رواية, بل كما لو أنها أسطورة. الروايةُ حكاية, أما الأسطورة فهي طريقة مقنّعَة للتعبير عن المخاوف والرغبات الإنسانية الأعمق. تستخدم الأسطورة شكلاً سردياً قصصياً, وغالباً ما يُساء فهمها كسرد حقيقي. حالما نشعر بحقيقة هذا الفرق أو الاختلاف, فإن عظمة «موبي ديكط تصبح جلية: لقد تعلمنا كيف نقرأها.‏

(كليفتون فاديمان 1943)‏

وقد لاتكون؟‏

حيث أن بعض الأشخاص الأذكياء جداً اعتبروا «موبي ديك» قصة رمزية أو مجازية, فمن المناسب أن أتعامل مع الأمر. لقد اعتبروها تهكمية ساخرة كملاحظة مليفيل بالذات, لقد خاف, ثم كتب, بحيث أن عمله قد يُنظر إليه «كخرافة كبيرة, أو أكثر سوءاً من ذلك وأكثر بغضاً, كقصة رمزية بشعة لا تطاق». هل من التهور الاعتقاد أنه عندما يقول كاتب محترف خبير شيئاً ما, فمن المحتمل جداً أنه يعني ما قاله أكثر مما يعتقد معلّقوه أنه يعنيه؟‏

لا أعرف كيف يكتب النقاد روايات, لكن لدي فكرة حول كيف يفعل الروائيون ذلك. هم لا يأخذون مسألة عامة مثل: الاستقامة هي السياسة الأفضل, أو ليس كل ما يلمع ذهباً.. ثم يقولون: لنكتب قصة رمزية حول ذلك. هناك مجموعة من الشخصيات, عادة تُقترح من جانب أشخاص عرفوهم, يثيرون مخيلتهم, وأحياناً, وبنفس الوقت, وأحياناً بعد فترة من الوقت, فإن حدثاً أو مجموعة أحداث اختبروها أو سمعوا عنها أو اخترعوها تخرج أو تبرز من السماء لتمكنهم من استعمالها بشكل مناسب في تطوير للفكرة التي طرأت في عقولهم كنوع من الاتحاد أو الترابط بين الشخصيات والأحداثز‏

(دبليو. سومرست موم 1948).‏

ميلفيل لم يقلق بشأن إمتاع جمهوره..‏

إن كان ميلفيل قد كتب موبي ديك بالطريقة التي فعلها, فما ذلك إلا لأنه أرادها بتلك الطريقة. يجب أن تقبلها كما هي أو فلتدعها. هو لن يكون الروائي الأول الذي يقول: حسناً.. كان من الممكن أن أكتب كتاباً أكثر إرضاءً, لو فعلت هذا أو ذاك أو بطريقة أخرى كما قد تقترحونها. يمكنني القول إنكم على حق تماماً, لكن هذه هي الطريقة التي أحبها وهذا ما أنا ماضٍ في القيام به, وإن لم يعجب ذلك الآخرين فلا يمكنني القيام بشيء حيال ذلك.. والأكثر: الأمر لا يهمني.‏

(دبليو. سومرست موم 1948)‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية