|
هيرالد تريبيون علما أن مرسي هو اول رئيس مدني تولى الحكم ومنتمي لهذا التيار حيث اعتبر محمد بصل ناشط سياسي وعضو لجنة الحريات بنقابة المحامين في مدينة دمياط أن التيار السياسي الديني أو اليمين المتشدد قد انهارت أحلامه وصارت وهما يعشعش في عقول المنتمين له فقط بعد ان تلاشت شعبيته في الشارع المصري بشكل خاص والشارع العربي بشكل عام حيث اعتمدت جماعة الاخوان المسلمين وبنت أسسها المزيفة على العديد من الطبقات الاجتماعية المهمشة التي كانت تنخدع بشعارات الاسلام السياسي . أن الاسلام السياسي الاخواني تطفل على ثورة 25 يناير مستغلا الدين للوصول الى سدة الحكم وأن الاخوان المسلمين لم يكونوا في يوم من الأيام أحد أقطاب التيارات السياسية الرئيسية في مصر لكنهم استغلوا حالة الفوضى التي سادت مصر بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك والأوضاع الاقتصادية المتردية للمصريين بعد ثورة 25 يناير فقاموا برفع الشعارات البراقة وقطعوا على أنفسهم عهودا لم يستطيعوا الوفاء بها بغية الوصول الى السلطة تحت شعارات اسلامية مزيفة. هذا ويرفض كثير من المثقفين المصريين وصف حزب الاخوان المسلمين بأنه أحد أقطاب الاسلام السياسي في مصر لأن كل الأحزاب المصرية خاضعة لأحكام الاسلام ومصادر الشريعة الاسلامية كون مصر دولة اسلامية ومعظم سكانها من المسلمين ولكن على حسب قولهم يجب دائما الفصل بين الدين والدولة. وطالب هؤلاء المثقفون جماعة الاخوان المسلمين في مصر بالتوقف عن وصف أنفسهم بأنهم حاملي لواء الاسلام في العالم الاسلامي لأن السياسة يجب أن تكون منفصلة عن الدين تماما ويجب على جميع الأحزاب والتيارات السياسية الفصل بين الدين والدولة فبرنامج المئة يوم من حكم مرسي لم يتحقق منه شيء يذكر لمدة عام من حكم الاخوان ناهيك عن الانهيار الاقتصادي للدولة المصرية والنقص في الطاقة الذي حول صيف 2013 في مصر الى صيف غاضب من هذه السنة الاخوانية هذا عدا عن ورطة الإخوان الفكرية والايدلوجية والتي كانت ظاهرة بوضوح في تحالفاتهم وتجلى ذلك في مناسبات عديدة أهمها مشاركة حزب الاخوان المسلمين في مصر باغتيال السادات مرورا بمناصرة الحزب لفصائل القاعدة ضد القوات الفرنسية في مالي والتي أدت الى الغاء زيارة مرسي لفرنسا وصولا الى تعيين محافظا للأقصر من بين اعضاء الجماعة التي نفذت المذبحة الشهيرة بين السياح هنالك ثم انتهاء بمؤتمرات تدعو الى الجهاد في سورية وتبني حزب الاخوان الفكر الارهابي ضد دولة جارة وعريقة كسورية بدل العمل على ايجاد حل لإنهاء أزمة عصفت بالبلاد لأكثر من عامين ونصف . ومناصرة الاخوان للقوى المتطرفة في سورية والمتصلة بتنظيم القاعدة الارهابي الذي يتسم بقدر مذهل من الدموية الوحشية مما عكس نظرة متخبطة واساسا فكريا متطرفا فشل في استيعاب معطيات الواقع . وهو فشل نابع عن تقارب فكري كبير مع تنظيم القاعدة وتبني نظرة لا معقولة للمجتمع الانساني والقراءة الخاطئة للنص الديني لأن تداعيات تلك النظرة بدت أكثر وضوحا في تحالفها مع التيارات الأكثر تطرفا الأمر الذي كان له الأثر الأكبر في فشل الاخوان في حكم مصر . ومنذ اعلان الفشل والسقوط المدوي لمرسي والاخوان في 30 حزيران وما أعقبها من دخول للجيش على الخط وانهاء حكم مرسي بعزله . ثمة تساؤلات عدة تشغل الرأي العام المصري لعل ابرزها ما هو مصير تلك الجماعة لا سيما مع وجود مؤشرات على اتجاهها للعنف بما يؤثر في مستقبل تيارات الاسلام السياسي ؟ وما مدى احتمالية اعادة ادماج الجماعة في المجتمع المصري في حال تخلي قياداتها عن الموقف الرافض للموجة الثورية المدعومة من الجيش في 30 حزيران وهل تستطيع تيارات الاسلام اعادة فاعليتها مرة اخرى في المجتمع المصري ؟ أم ان عليها النظر في اعادة بنائها وخطابها السياسي والايديولوجي تجاه المجتمع أو أن تجربة الاخوان في حكم مصر أثبتت عمق الهوة بين تفكير قيادي الحزب والواقع الشعبي المصري حيث أثبت الاسلام السياسي فشله في الحكم بسبب فكره العدائي للمجتمع المدني وعدم قبوله الأخر وخاصة الأقليات من غير الاسلام ولكن يبقى السؤال الأكثر الحاحا ما هو مستقبل التيارات الاسلامية والاخوانية في المنطقة العربية بعد الفشل الذريع الذي أصابهم في مصر . بقلم روجر كوهين |
|