|
دمشق
ولفت الدكتور الحلقي خلال مشاركته أمس في اعمال المؤتمر العام السنوي السادس والثلاثين لنقابة اطباء الاسنان الذي عقد في فندق الداماروز تحت عنوان سورية للجميع.. والجميع لاجل سورية إلى الدور البناء الذي تلعبه النقابات الطبية والمؤسسات الصحية خلال الظروف التي تمر بها سورية وتقديمها الكثير من التضحيات في سبيل تقديم افضل خدمات الرعاية الصحية لابناء الوطن رغم الصعوبات والاستهداف الممنهج من قبل المجموعات الارهابية المسلحة لكوادرها وبناها التحتية.
وبين رئيس مجلس الوزراء ان سورية من الدول المتقدمة في المؤشرات الصحية على المستوى الاقليمي لدول شرق المتوسط لافتا إلى تحسن مؤشرات القطاع الصحي من خلال زيادة عدد المشافي والمراكز الصحية وتزويدها باحدث التجهيزات اضافة إلى صدور التشريعات الخاصة برفع مستوى اداء المهنة وتحسين مستوى العاملين فيها وتصويب القرارات حول مشاريع التنمية الصحية. واستعرض الحلقي الواقع الخدمي والاقتصادي في ظل الظروف التي تمر بها سورية مؤكدا ان البلاد تعيش حربا عالمية شرسة متعددة المكونات اقتصاديا وسياسيا واعلاميا وعسكريا ودبلوماسيا واستخباراتيا وفكريا وعقائديا ما اثر على عوائد خزينة الدولة من الموارد والضرائب ورغم ذلك استطاعت الحكومة التكيف مع الواقع والتحديات والظروف وتامين متطلبات المواطنين من مواد غذائية ومشتقات نفطية في مواجهة الحصار والعقوبات الاقتصادية الجائرة التي تستهدف لقمة عيش المواطن بالدرجة الاولى. تأمين المواد الأساسية والتموينية واكد حرص الحكومة على القيام بواجبها في تأمين متطلبات صمود الشعب من المواد الاساسية والتموينية والمشتقات النفطية وتقديم الرعاية الصحية والتعليم مجانا مشيرا إلى توسيع سلة المواد المدعومة لتصبح 6 اضافة إلى زيادة رواتب العاملين في الدولة في خطوة تهدف إلى تخفيف الاعباء عنهم وتقديم سبل العون والمساعدة لهم. واكد رئيس مجلس الوزراء ان الحكومة لن تتخلي عن سياسة الدعم موضحا ان الحكومة تشتري حاليا ليتر المازوت بدولار اي بحدود 200 ليرة سورية وتبيعه للمواطن بـ 60ليرة في حين كانت نسبة الدعم قبل الازمة نحو 100 بالمئة كما انها تشتري كيلو الطحين بـ 110 ليرات وتبيع كيلو الخبز بنحو 8 ليرات اي تدعم هذه المادة بعدة اضعاف في حين وصل دعم بعض المواد إلى 300 بالمئة. وبين ان الحكومة رصدت مبلغ 512 مليار ليرة سورية لدعم المواد الاساسية والتموينية والمشتقات النفطية خلال العام الجاري بالتوازي مع ضبط الاسعار في الاسواق ومراقبتها واتخاذ اجراءات رادعة بحق المخالفين وزيادة عدد المراقبين التموينيين من خلال رفدهم بكوادر مؤهلة ومدربة واتخاذ اجراءات التسعير الاداري بشكل يضمن عدم التلاعب باسعار المواد. وجدد الحلقي التاكيد على استمرار الحكومة في تامين سبل الحياة الكريمة للمتضررين نتيجة الاعمال التي ترتكبها المجموعات الارهابية المسلحة بمختلف المناطق حيث رصدت مبلغ 30 مليار ليرة سورية خلال العام الحالي لهذا الغرض موضحا انه تم صرف 14 مليار ليرة سورية للمتضررين. الوقوف على احتياجات المهجرين ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى ان الحكومة مستمرة بتأمين الاحتياجات الاساسية للمهجرين في مختلف المناطق من خلال الاشراف الكامل على تقديم الرعاية الصحية والغذاء والدواء في 858 مركز اقامة مؤقتة اضافة إلى تقديم كل التسهيلات اللازمة لايصال المساعدات الاغاثية والانسانية للمواطنين في جميع المحافظات بالتعاون مع عدد من المنظمات غير الحكومية وفعاليات المجتمع الاهلي والجمعيات الخيرية مبينا ان الحكومة امنت حتى الان 8ر3 ملايين سلة غذائية للمواطنين في مختلف المحافظات. واشار إلى ان واقعية الشعب السوري وصبره وتفاعله مع تداعيات الازمة والتفافه حول قيادته وجيشه الوطني وتصميمه على ارادة الصمود والحياة والبقاء والنصر كان سببا اساسيا في صمود سورية ضد الحرب الظالمة التي تشن عليها. الرقابة على محلات الصرافة وأكد رئيس مجلس الوزراء احباط كل الخطط التي استهدفت الليرة السورية والاقتصاد الوطني بفضل السياسة التدخلية واجراءات الحكومة ومجلس النقد والتسليف اضافة إلى تشديد الرقابة على محلات الصرافة واغلاق والغاء ترخيص ومعاقبة عدد من الشركات المخالفة مشددا على ان الحكومة لن تتهاون مع كل من يتلاعب بسعر صرف الليرة السورية ومستمرة باجراءاتها لتحسين سعر صرف الليرة ليصل إلى مستوى مقبول في الظروف الراهنة اضافة إلى سلسلة من الاجراءات التي تتخذها للارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطن من خلال التوسع في سلة دعم المواد الاساسية. ولفت إلى ان المجموعات الارهابية المسلحة استهدفت القطاع الصحي بشكل ممنهج من خلال تدمير الكثير من المؤسسات والمراكز الصحية والمشافي ومعامل الادوية واستهداف الكوادر الطبية بمختلف تخصصاتها وذلك بهدف اخضاع المواطن وايجاد فجوة بين الحكومة ومواطنيها منوها بدور الكادر الطبي والعاملين في القطاع الصحي من خلال استمرارهم بمواجهة كل التحديات واصرارهم على تقديم افضل الخدمات والرعاية الصحية للمواطنين مجانا وتوفير كل الادوية بما فيها النوعية. مؤتمر الحوار الوطني الشامل على أرض سورية وفيما يتعلق بالبرنامج السياسي لحل الازمة اوضح رئيس مجلس الوزراء ان اللجنة الوزارية المكلفة متابعة تنفيذ البرنامج اجرت لقاءات تشاورية مع مختلف الاحزاب والمنظمات والقوى الوطنية والفعاليات الاهلية والمجتمعية وذلك ضمن المرحلة التحضيرية لاطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل على ارض سورية وبمشاركة جميع ابنائها للوصول إلى سورية تعددية علمانية ديمقراطية تحقق تطلعات وطموحات جميع ابنائها مبينا ان الجميع اكدوا ان الحوار الوطني بين جميع ابناء الوطن وعلي الارض السورية ودون تدخل خارجي هو المخرج الوحيد من الازمة بالتوازي مع قيام قواتنا المسلحة الباسلة وقوي الامن الداخلي بملاحقة فلول الارهابيين وتجفيف منابعهم واعادة الامن والاستقرار إلى كامل التراب الوطني من اجل الاستعداد للبدء بمرحلة البناء والاعمار. وفي معرض رده على تساؤلات بعض اعضاء النقابة اوضح الحلقي ان الحكومة مصممة على تطوير كل القطاعات وخاصة الخدمية والصحية والتربية والتعليم والتشجيع على البحث العلمي وتكريم المبدعين والمبتكرين وتسعي لتأمين احتياجات المواطنين في كل المحافظات بما فيها رواتب العاملين في الدولة وخاصة في محافظة الرقة حيث تم صرف رواتب شهرين متتاليين لجميع الموظفين الموجودين على رأس عملهم في جميع مديريات ومؤسسات المحافظة. وزير الصحة: تأهيل المؤسسات المتضررة من الإرهاب بدوره استعرض وزير الصحة الدكتور سعد النايف الاضرار المادية والبشرية التي تعرض لها القطاع الصحي نتيجة الاستهداف المتواصل لمؤسساته من قبل المجموعات الارهابية المسلحة والذي أدى لاستشهاد أكثر من 20 طبيبا وممرضا وفنيا واصابة 10 أخرين وخطف 20 اضافة لتضرر 57 مشفى و400 مركز صحي و400 سيارة اسعاف وخروج أكثر من 20 معمل ادوية من الخدمة. وأكد وزير الصحة ان الوزارة ستعمل على اعادة تأهيل المؤسسات الصحية بأقصى سرعة ممكنة وبذل أقصي الجهود لتقديم الخدمات الطبية المناسبة للمواطنين بالتعاون مع النقابات المهنية والجمعيات الاهلية والمنظمات الدولية. وجدد وزير الصحة تأكيده عدم وجود أي مشكلة صحية وبائية أو انتشار لمرض سار في أي محافظة مشيرا إلى أن الامن الدوائي محقق وفي حال فقدان أي صنف يتم ايجاد بديل وطني أو مستورد له بالسرعة اللازمة وان الوزارة مستمرة في توزيع أدوية الامراض المزمنة والسارية كاللايشمانيا والسرطان والتصلب اللويحي مجانا. ولفت إلى استمرار الوزارة في تطوير التشريعات والقوانين لتتماشي مع متطلبات المهنة وخدمة المواطن واخرها مشروع قانون التفرغ الطبي الذي سيعرض على مجلس الشعب خلال فترة قريبة وسيحقق فوائد كبيرة للاطباء والحالة الصحية للمجتمع بشكل عام. نقيب أطباء الأسنان: حل المشكلات والقضايا العالقة من جانبها أكدت الدكتورة فاديا ديب نقيب أطباء الاسنان في سورية أن المؤتمر سيعمل على ايجاد المقترحات والافكار لحل العديد من المشاكل والقضايا التي تعترض أطباء الاسنان في سورية والمغترب والتحديات التي فرضتها الازمة على حياتهم المهنية والمعيشية والاجتماعية اضافة لاتخاذ قرارات ترسم آفاقا جديدة للعمل النقابي الذي هو الضمان الاساسي للطبيب. وذكرت ديب أن النقابة تسعى باستمرار لتنظيم عمل أعضائها وتطوير أدائهم وقد لامست من خلال قوانينها الجديدة العديد من القضايا التي تخص عمل الطبيب مبينة أن مجلس النقابة بالتعاون مع فروعها في المحافظات اتخذ العديد من الاجراءات التي تصب جميعها في مصلحة طبيب الاسنان كتمديد فترة تسديد الرسوم النقابية وصرف استحقاقات المتقاعدين وايجاد الحلول لتعويض الاطباء المتضررين من الاحداث الراهنة وايجاد مخارج لدعم خزانة التقاعد ورفع الراتب التقاعدي من خلال تأسيس شركات بالتعاون مع النقابات الطبية المهنية الأخرى اضافة إلى العمل على استيراد مواد سنية تلبي حاجة السوق بأسعار مقبولة والتنسيق مع وزارة الصحة لرفع سوية المهنة من خلال برامج التأهيل والتدريب وزيادة عدد الاختصاصيين. وناقش أعضاء المؤتمر العام سبل تعزيز واردات خزانة التقاعد واقرار الانظمة الداخلية والقوانين النقابية الجديدة والية دعم أطباء الاسنان المتضررين وتشكيل لجنة مشتركة مع الجهات المعنية لتذليل عقبات المهنة والعمل على الغاء خدمة الريف مؤقتا. واقترح المشاركون اطلاق مشاريع استثمارية يعود ريعها لصالح الخزانة ومشروع شركة ادارة النفقات الطبية اضافة لاعادة تقييم التعرفة السنية وفق الاسعار الحالية وايجاد منافذ لتوظيف أطباء الاسنان والتعاقد معهم. وطرح المشاركون بعض التحديات التي تواجه طبيب الاسنان نتيجة الواقع الحالي والحصار الاقتصادي الجائر كارتفاع أسعار المواد والتجهيزات الطبية والسنية وصعوبة تأمينها واضطرار بعض الاطباء لاغلاق عياداتهم. المكرمون وتم في المؤتمر تكريم السادة كلاً من الدكتور فيصل ديوب ورشاد مراد وخالد العوف ومحمد عاطف درويش ومحمد منير أبو شعر ونزار بني المرجة وهارون الخير وإسماعيل خضور وعبد الوهاب العطا الله وعصام شعبان وعبد الرزاق جبيرو. «الثورة» التقت عدداً من المكرمين حيث أكدوا أن المؤتمرات النقابية هي محطات نضالية ومنابر حية وفاعلة تعبر جماهير أطباء الأسنان من خلالها عن إرادتها وخيارات المهنة مع خيارات الوطن وهي محطة توعوية لتعزيز وتصويب مسيرة العمل النقابي، وإشراك الزملاء في الوصول إلى الحلول المناسبة للارتقاء بالعمل النقابي والنهوض به بما ينعكس إيجاباً على صحة الوطن والمواطن، واعتبروا أن الشعب السوري عاش في منظومة المؤامرة وإرادة الحياة لديه لا تموت والأمل حاضر مع التطلع الدائم لفرع دمشق بشفاء الجراح وتجديد الحياة النقابية للارتقاء بالعمل المهني للزميل. كما أشاروا إلى أن هذا التكريم هو بمثابة اهتمام القيادة بالكوادر العلمية وخاصة في مثل هذه الظروف التي تمر بها بلدنا ويعتبر حافزاً جديداً للعطاء لأجيالنا القادمة وخاصة في فئة الأطباء للتدريب المستمر والدائم لتحدي الصعاب وتذليل العوائق في مسيرة بناء الوطن. هذا وحضر المؤتمر أركان الشوفي عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب النقابات المهنية ومدير صحة دمشق وعدد من رؤساء النقابات المهنية وأعضاء مجلس الشعب. |
|