|
البقعة الساخنة موقف طالما شكل على مدى العقد الماضي واحدا من العقبات التي خلقت الكثير من الأخطاء في السياسة الأميركية. وحوار اليوم الذي توهم البعض أنه قد يفتح ثغرة في جدار الفهم الخاطئ فإذ به يضيف جدارا أخر إلى الجدار، وكأنه الموعد الجديد للافتراق الذي تريد السياسة الأميركية أن تسجل حضورها فيه دون خجل. والافتراق هنا ليس على الموقف فحسب، وإنما يتعداه إلى الأولويات التي جاءت في صيغة تبدو الأخطر من كل سابقاتها، حين تبنت بشكل غير مسبوق لهجة التحريض على الإسلام من داخل الإسلام ذاته، وكأن المعضلة في علاقة المسلمين بين بعضهم وداخلهم أكثر مما هي مع خارجهم. وإذا كان الاعتراض على لهجة التحريض خجولا، فإنه على لغة الاتهام لم يكن كذلك، وبالتالي كان الفاصل بين الاعتراضين شكلا من أشكل الفصل الذي كان الخطاب الأميركي حريصا عليه، وملما بتفاصيله إلى حد اعتباره الأنموذج المثالي لمساحة الحوار مع العالم الإسلامي الذي يمكن أن يسود في المدى المنظور. ما فات الأميركيون هو ذاته الذي اعتادوا في الماضي على اعتباره إغفالا متعمدا مع تعديل وحيد يتعلق بلهجة التحريض التي جاءت بوضوحها لتلقي بظلال من الشك على جدوى الحوار ذاته، حيث الخطاب الأميركي يستخدم مفردة جديدة لكنها تقود إلى الاتجاه ذاته سواء كان اتهاما أو تحريضا. ولعل الدعوة الأميركية المستمرة إلى تخويف المسلمين من أنفسهم واعتبار ذلك الخطوة الأولى على طريق الحوار وصولا إلى تحديد معالم النقاط المشتركة التي ستنشأ بالضرورة وتلغي الكثير مما يعوق ذلك الحوار كما يتصوره الأميركيون، لعلها بشكلها الأولي، المنهج الجديد للحوار الذي تبحث عنه الإدارة الأميركية. ما يثير أن الطرح الأميركي جاء متخما بأحكامه المسبقة وبدل من أن يعمل على ردم فجوة في العلاقة الملتبسة جاء ليزيد من حجمها على قاعدة من الإدعاء بالحرص والتهمة أن هناك في المنطقة من يريد أن يتدخل في شؤون المنطقة، فيما الأساطيل الأميركية وحروبها الممتدة في بقاع المسلمين لاتشكل أي تدخل بل هي لحماية المسلمين من أنفسهم ..!! على هذه القاعدة استسلم الحوار الإسلامي الأميركي للتخندق الأميركي خلف المؤثرات السياسية الموازية والمرافقة لانعقاد المنتدى حيث التحريض الأميركي جزء من إرث شكل العقيدة السياسية الأميركية في عقدها الماضي ولم يخرج عهد اوباما منها، ولو حاول عبر بعض التعديلات الشكلية وأحيانا اللفظية. |
|