|
قاعدة الحدث بسبب محاولات الناتو« عولمة مهماته» بما يخالف القانون الدولي وتوسعه إلى الشرق من الحدود الروسية. واعتبرت العقيدة الجديدة أن الخطط الأميركية لنشر درع صاروخية في شرق أوروبا هي مصدر انشغال للأمن الروسي، لكن اللافت في هذه العقيدة أنها تضمنت رداً روسياً قوياً يلوح باستخدام السلاح النووي للرد على أي هجوم على روسيا أو استخدام قوة موازية لهذا السلاح في الهجوم على روسيا. كما نصت العقيدة الجديدة، التي نشرت على موقع الكرملين الالكتروني على أن روسيا ستستمر في تطوير ترسانتها النووية وتحديثها لتعزيز قدرتها على مواجهة الدفاعات الصاروخية لأي عدد محتمل. وتهدف العقيدة الجديدة أيضاً إلى تحويل القوات المسلحة إلى قوة عسكرية أكثر فعالية وأكثر قدرة على الحركة على أن تعزز هيكلتها من خلال استخدام وحدات قتالية تقوم بمهام مشابهة، وكانت العقيدة السابقة التي تبنيها عام 2000 قد شددت على أهمية دور الجيش الروسي في الدفاع عن البلاد وكانت تصر على أن عقيدة الجيش هي دفاعية بشكل بحت عكس هذه المرة التي بدأت تتحدث عن الهجوم والهجوم المضاد. ويقول المحللون إن تعديل روسيا لعقيدتها العسكرية ناتج عن قناعتها بأن ثمة تهديدات حقيقية وتحديات باتت تواجهها ويأتي في مقدمتها توسع الناتو شرقاً من خلال ضم المزيد من الدول الأوروبية الشرقية والتي كانت في حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفييتي سابقاً، ما يعني تهديد الأمن الروسي في عقر داره، وهو ما أشارت إليه الوثيقة من أن الخطر الأكبر اليوم هو من الناتو. ورغم أن أمين عام حلف الناتو اندرس فوغ راسموسن اعتبر أن العقيدة الروسية الجديدة لاتعكس الواقع وأن الناتو لا يعادي موسكو إلا أن مجلس الأمن الروسي ظل مصراً على أن الناتو خطر على روسيا وأمنها القومي، وأن هذا الأمر تعزز أكثر بعد اخفاق واشنطن وموسكو في إبرام اتفاق آخر بشأن معاهدة جديدة لخفض مخزونات الأسلحة النووية لديهما وانتهاء مفعول معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية« ستارت واحد» في الخامس من كانون الأول الماضي حيث اصطدمت الاتفاقية الجديدة« التي لم توقع» بربط الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية مع الحد من الأنظمة الدفاعية الاستراتيجية المضادة للصواريخ لأن روسيا ترى أن نشر أنظمة من هذا النوع من شأنه إنهاء معادلة التوازن النووي بين القوتين لمصلحة أميركا. كما يلحظ في العقيدة العسكرية الجديدة أنها ترمي إلى دخول روسيا مرحلة توطيد مكانتها العالمية من جديد من خلال البحث عن التوازن الاستراتيجي وهي استراتيجية جاءت رداً على استراتيجية الأمن القومي الأميركي المعلنة، ووضعت في صلب بنودها السعي إلى تشكيل تحالفات مع قوى دولية تشاركها في مواجهة التهديدات التي تمثلها سياسات الهيمنة الغربية ممثلة بحلف الناتو. بعض المحللين اعتبروا العقيدة الروسية المذكورة بداية حرب باردة جديدة وسباق تسلح جديد لا أحد يعلم نتائجه المستقبلية، وخصوصاً أن هذه العقيدة تضمنت الكثير من التغييرات على مستوى القوات العسكرية وأنظمة القتال والتسليح وماهية نتائج وخلاصات تحليل البيئة الاستراتيجية الدولية. |
|