تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وارسو...ذريعته للحرب الباردة

قاعدة الحدث
الثلاثاء 16-2-2010م
عزة شتيوي

ظهر النظام الدولي الثنائي القطبية بعد الحرب العالمية الثانية وكان سبباً من الأسباب في انقسام القوى العالمية الى معسكرين شرقي وغربي

كما كان سببا في ظهور سياسة الاحلاف المتنافرة وخرجت دول اوروبا الغربية من الحرب العالمية الثانية منهكة.‏

الامر الذي دفعها للاستعانة بالولايات المتحدة وتوقيع معاهدة حلف شمال الأطلسي الناتو في العام 1949. في حين رد الاتحاد السوفييتي على التحالف الغربي بعد خمس سنوات بتأسيس حلف وارسو ، وقد ساهم تطور التسليح وتزايد حجم القوى السياسية والعسكرية لكل كتلة الى تطوير في الاحلاف التابعة لها وكذلك تطوير الاستراتيجية المتبعة لكل منهما‏

في البداية كان حلف شمال الاطلسي يجمع القوى لمواجهة القوات العسكرية للاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية السابقة لذلك كانت دول الحلف تفكر بامتلاك السلاح النووي والتي باشرت الولايات المتحدة تطويرها عقب إلقاء قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في عام 1945 ليتفوق المعسكر الغربي نوويا فاعتنقت الكتلة الغربية استراتيجية الردع الجسيم والتي وضعها الرئيس الاميركي أيز نهاور وجوهر تلك الاستراتيجية الردع بالتهديد بالعقاب وقد استخدمته اميركا ولوحت به مهددة المعسكر الشرقي اذا ما تعرض لاي دولة من دول الحلف الاطلسي حيث كان الحلف يستخدم التسلح النووي في استرتيجيته ولانه كان واضحاً ان أي ملامح للحرب العالمية الثالثة قد تلاشت فلا يعقل ان يفكر الاتحاد السوفييتي بشن هجوم تقليدي لمواجهة قوة نووية .‏

ولكن الاتحاد السوفييتي فجر قنبلته الذرية الاولى واعتبارا من عام 1952 ونجح في دخول المجال الذري وفقدت استراتيجية الردع الجسيم لحلف الناتو مصداقيتها المعتمدة على المظلة الاميركية مما دفع الحلف لتغيير استراتيجيته وتنظيماته العسكرية وتصاعد السباق بين الكتلتين الغربية بقيادة الاتحاد السوفيتي لاحراز التفوق النووي خاصة بعد ان تعدى مرحلة الاسلحة الباليستية ليدخل مجال الفضاء الخارجي .‏

ولم يدم الامر طويلا حتى تبنى الناتو استراتيجية أخرى على اثر هجوم الحرب الكورية حيث القت تلك الحرب بظلالها على الحلف .‏

وفي عام 1956 بدأت مرحلة جديدة من مراحل تطور حلف الناتو باعتماد مجلس الحلف لتقرير التعاون بين الدول الاعضاء في الحلف في المجالات غير العسكرية والذي عرف بقرير اللجنة الثلاثية الذي دفع بالحلف لتغيير استراتيجيته وتوسيعها بالموافقة على تقرير اللجنة الثلاثية الذي اقتضى بفتح مجال التشاور السياسي بين الدول الاحلاف ، والذي اصبح سمة اساسية بينها وفي مختلف الموضوعات خاصة عند اعادة صياغة المراحل المختلفة لسياسات دول الكتلة الغربية .‏

وفي عام 1967 وافق مجلس حلف الناتو على ماسمي تقرير هارمل والذي حدد المهام المستقبلية للحلف الغربي ، وبالرغم من أن دول الحلف وافقت طبقا لتقرير هرمل على تهدئة التوتر في اوروبا. وكثفت دراسات اجراءات نزع السلاح والخطوات العملية ضبط التسلح، واعتبارا من عام 1969 بدأ التحضير لمباحثات ثنائية بين المعسكرين الشرقي والغربي في مؤتمر الامن والتعاون في اوروبا كما سعى الحلف لمباحثات اخرى لخفض القوات كانت تجري على التوازي مع مبا حثات مؤ تمر الامن والسلام.‏

ومنذ نهاية الستينات شهد الحلف تطورات هامة منها التوقيع عام 1974 على اعلان أوتاوا المتعلق بالعلاقات الاطلسية والذي اعاد التأكيد على العلاقات القوية بين اميركا الشمالية وحلفائها الاوروبيين في المواقف الدولية والمتغيرات التي طرأت منذ توقيع معاهدة الحلف كما شهد الناتو عملية توسيع بانضمام اسبانيا عام 1982 وهكذا استمر تطوير الحلف ليتلاءم مع الصراع المستمر بين الكتلتين الشرقية والغربية في نهاية الثمانينات من القرن الماضي بدأ الرئيس الروسي ميخائيل غورباتشيف في السعي لتقليل حدة التوتر بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، وتبنى سياسة الترويكا، فانخفض التوتر إلى درجة كبيرة.‏

في عام 1988 توصل الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة إلى معاهدة لإزالة كل الصواريخ متوسطة المدى المتمركزة على البر لدى كل من البلدين. و شرع الاتحاد السوفييتي في أواخر الثمانينيات في خفض قواته العسكرية التقليدية في أوروبا الشرقية.‏

وفي عام 1990 وقّع قادة دول الحلف والاتحاد السوفييتي وحلفاؤه من شرق أوروبا اتفاقية بعدم استخدام القوة العسكرية ضد بعضها. كذلك اتفق القادة على تدمير أعداد كبيرة من دبابات بلادهم، وقطع مدفعيتها، وأسلحة غير نووية أخرى في أوروبا.‏

وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي في العام 1991 وانتهاء معاهدة حلف وارسو بدأت التساؤلات عن الدور الذي يمكن ان يلعبه حلف شمال الاطلسي.‏

لذا اخذ الحلف من ذلك الحين في مزج الدور السياسي بالدور العسكري وأصبح دوره السياسي يطغى في بعض الأحيان على دوره العسكري، إلا أن الدور العسكري للحلف بقي حاضرا فاتجهت دول الحلف على توسيع أنشطتها في داخل أوروبا وخارجها على السواء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية