|
على الملأ وتعاد إلى مصدرها حيث يعرف الزبون فوراً وضعه المصرفي، والتسهيلات المالية الممنوحة إليه، أو القرار النهائي بأي شأن من شؤونه. وخلفه تبدو شاشة الكترونية كبيرة، يمكن لضيوفه من خلالها الوقوف على المعاملات والمراسلات الجارية في جميع فروع المصرف. الخطوة بدأت قبل عدة أشهر، وكان التجاري السوري سباقاً في أتمتة جميع أعماله الأمر الذي يعني دقة وسرعة غير مسبوقين، فضلاً عن شفافية ومتابعة من قبل الادارة لجميع المعاملات المصرفية في الوقت ذاته. و الخطوة هذه قد لا تكون جديدة في عالم المصارف والمال لكنها جديدة في مصارفنا المحلية جميعها، العام منها والخاص وفضلا عن التوفير الحاصل في المعاملات الورقية، فإنها تمثل الخطوة الأسلم للدخول في النظام المصرفي الدولي، من خلال استخدام الوسائل والآليات المتوافقة مع الأنظمة والنورمات العالمية ، وهو ما يدعو للتفاؤل بالقدرة على جسر الهوة الكبيرة التي خلفتها سنوات من الانقطاع المحلي عن مجاراة التطورات العالمية الحاصلة في ميدان الصيرفة والمعاملات المالية. والدخول في مضمار الأتمتة - كخطوة أولية نحو إقامة بنية متكاملة لحكومة الكترونية لاحقة - لن يتوقف عند مجرد متابعة المعاملات المصرفية الآنية ولكن ثمة خدمات شخصية كثيرة تنتظر المتعاملين مع التجاري السوري الذي يخطط لتنفيذ مشروع الكتروني أوسع يرتبط بوزارات الدولة وهيئاتها المختلفة، وبذلك سيكون بالإمكان لاحقاً الحصول على إخراج قيد نفوس شخصي، أو بيان عقاري أو مخطط مساحي، أو إخراج قيد عقاري بملكيات الأفراد أو الشركات فضلا عن إمكانيات تسديد فواتير الماء والكهرباء والاتصالات والتسجيل في الجامعات، وذلك من خلال استخدام تقنية الاتصالات الخلوية أو الخدمية المباشرة دون أن يحتاج المرء لمتابعة تلك الخدمات في مواقعها الأساسية تلك المواقع التي تواجه ازدحامات وضغوطاً كتسديد الفواتير أودفع رسوم تسجيل السيارات أو مخالفات المرور وغيرها.. وهكذا فإن هذه الإجراءات العملية ترتكز إلى استراتيجية تتجاوز الوقوف عند آليات تقديم القروض أو الودائع والعمليات المصرفية العادية ، فهي تدخل في جوهر العمل المصرفي، من خلال تكريس ثقافته بحيث يغدو التعامل المصرفي اعتيادا وحاجة يومية. |
|