|
لبنان حتى إن المذيع قاطعه مذكراً إياه بأن 400 طفل سقطوا في القطاع إبان الحرب الاسرائيلية عليه، ودون أن يتذكر على مدار الايام صور الاشلاء الممزقة والمنازل الممزقة، في ترجمة نظيفة واخلاقية وحضارية للتلمود.. بادئ بدء، لا بد من التأكيد، المرة تلو المرة، والكلمة تلو الكلمة، اننا ننزف دماً من اجل الدم السوري، وأننا نكتب بلغة العاشق لسورية وللسوريين، وبلغة من على بيّنة من أن مايجري، والايدي الغريبة والغليظة ظاهرة للعيان، لايمكن أبداً، أن يكون لمصلحة سورية والسوريين، ولا لمصلحة أي من العرب الذين لم يتبينوا حتى الآن، وهذا هو الوجه الاكثر كارثية للانهيار، إن السيناريو الذي قال به زنيف جابوتنسكي في عام 1923، وما كرسته الدراسات والابحاث والسياسات التي اعتمدت منذ اطلاق مشروع الشرق الاوسط الكبير، إنما يعني تحويل العرب الى جثث، وسواء الجثث العارية أم الجثث المرصعة. أولئك الذين لم يهتز ضميرهم للـ 400 طفل في غزة، ولمئات الاطفال الذين سقطوا في لبنان وبالقاذفات الحضارية اياها، ولم يهتز ضميرهم حيال الارض التي تنتزع من عيون أهلها بالجرافات أو الدبابات، هم الضنينون الآن بالحرية في سورية، وبالديمقراطية في سورية، وبالعدالة في سورية، ودون ان يعني هذا التخلي عن مآخذنا او ادارة ظهورنا للأخطاء او الأخذ بمنطق الظروف أو ما شاكل. ذاك الرجل الذي أعجبه «مشرط الجراح» الذي يستخدمه الاسرائيليون لا نعتقد انه يعكس رأياً فردياً، او رؤية فردية، فلابد من التنازل عن الصراع، ولابد من التغني «بـالشقيقة» اسرائيل وبتجلياتها الاخلاقية، وربما الايديولوجية والاستراتيجية أيضاً، لاستثارة الضمير الآخر الذي لم نشعر قطعاً، الا باستثناءات محدودة جدا، انه يعترف بوجود السوريين واللبنانيين والفلسطينيين وغيرهم ليعترف بقضاياهم وبآلامهم. يحق لأي كان أن يعارض، وأن يصرخ في وجه الاخطاء والذين ارتكبوا الاخطاء، ولكن أن يبدل الكوفية بالقلنسوة، وأن يستصرخ، بالعبرية لا بالعربية، فهذه هي المسألة التي أمامنا الان، وتنفذ أمامنا الآن، لعل أصحاب نظرية التسلح والتسليح يفقهون!! |
|