|
مجتمع وما إن يصلوا إلى السنة الثامنة حتى تصبح النسبة 2٪ فقط ، ما يعني أن شيئاً في المنظومة التربوية التي ترعى الطفولة في تلك المرحلة ،يتسبب في ضياع المواهب الفطرية ... وهنا علينا أن ننتبه إلى السنوات الخمس الأولى التي تساهم في صقل شخصية الطفل ، وتساعده على إظهار إمكاناته وإبداعاته ... ففي الوقت الحالي يقضي معظم الأطفال السنوات الخمس الأولى من حياتهم في الحضانة ، لذا لا يمكننا التغاضي عن تأثيرها سلباً أو إيجاباً في شخصية الطفل ، فهل الحضانة هي المكان المناسب له ؟ وهل يحظى فيها لاحقاً بالرعاية النفسية والصحية والعقلية؟ وهل تقدم الحضانة ما تعجز عن تقديمه الخادمات والمربيات في البيوت ؟ سألنا أصحاب الخبرة وبعض الأمهات وكانت الإجابات كالآتي : التعليم بأسلوب مرح وسهل السيدة منى المصري - تعمل مديرة لحضانة أطفال - قالت : نستقبل الأطفال من عمر الثلاث سنوات إلى الست سنوات ، ولكل فئة برنامج خاص بها ، نهتم بهم ونعلمهم الغناء وبعض المفردات السهلة ، إضافة للرحلات الترفيهية للحدائق والمتنزهات ... وتعليمهم الرسم والتلوين ... أما الأطفال الذين في سن الخامسة فنحثهم بأسلوب تعليمي مرح على تعلم القراءة والكتابة حتى ننمي الإبداع والنشاط والموهبة لديهم . الحضانة ليست مكاناً لإيواء الأطفال فقط في حين تحدثت السيدة سمر أرناؤوط - معلمة - عن الصعوبات التي تواجه الأطفال بقولها : الحضانة ليست مكاناً لإيواء الطفل ، بل هي مؤسسة تعليمية ، لكن هناك مشكلات يعانيها الطفل في البداية ، وهي مشكلات نفسية حيث ينتزع من جو الأسرة إلى جو الحضانة الجديد والغريب عليه ، كذلك قد يواجه مشكلات صحية إذا لم تتوافر الشروط النموذجية الصحية في الحضانة ... ورغم ذلك أنصح الأمهات اللواتي يفضلن وضع أطفالهن عند الجارة أو عند أحد أقربائها . ويمتنعن إلحاق أطفالهن بدور الحضانة أن في ذلك ظلماً له لأنه يحتاج إلى الخروج والتعلم ضمن مجموعة أطفال من عمره ، للتعرف على العادات والتقاليد والسلوكيات الصحيحة التي تساعده على صقل شخصيته وإظهار قدراته ومواهبه حضانات منزلية أعمل مربية للأطفال في بيتي منذ أربع سنوات ، وقد استطعت أن أكسب ثقة العديد من الأمهات ، وحالياً أستقبل تسعة أطفال وأعمارهم تتراوح بين السنة .. والخمس سنوات ، ولم أواجه يوماً أي مشكلة بسبب اهتمامي بنظافتهم ورعايتهم بشكل ممتاز ، وعندما ألاحظ أي تغيير على الطفل أتصل بأمه فوراً ... هذا ما أفادتنا به السيدة عائشة وأضافت : زوجي لا يمانع عملي في البيت ، فقد قمت بترتيب الوقت وتنظيمه .. ولكنني لا أنكر أنني أهملت أبنائي قليلاً ... إضافة للتعب والإرهاق الذي يصيبني ، وأنا مضطرة لذلك ، فالحياة صعبة ومتطلباتها كثيرة . مسؤولية كبيرة أما السيدة هناء التي كانت تعمل مربية للأطفال في منزلها لمدة ستة أشهر لكنها توقفت بسبب زوجها الذي حذرها من أن عملها غير مشروع حتى لو كانت تستقبل أبناء صديقاتها ، خصوصاً أن تربية الأطفال مسؤولية كبيرة ، وقد تنتج عنها ردود فعل تضرها في حال حصول أي مكروه لأي طفل . نادمة بحكم عملي اضطررت إلى إدخال طفلي الصغير للحضانة ، كوني موظفة - هكذا بدأت (هبة ) حديثها وتابعت ولقد ندمت على ذلك ، فهم لايعيرون نظافته الشخصية أي اهتمام مع العلم أنني كنت أضع له في حقيبته بعض الملابس البديلة ، وكان يعاني دائماً من الزكام وأمراض معدية أخرى ... وقد مضى عامان متعبان ، إلى أن استغنيت عن الحضانة ، وأصبحت أتركه عند صديقة مقربة لي تهتم به وبنظافته. هدفها الأول تجاري في حين قالت السيدة رؤى وهي ربة منزل : ابني نشيط ، يحب الحركة كثيراً لذا أرسلته إلى الحضانة حتى يلهو مع أصدقاء من عمره ويتثقف من الناحية الاجتماعية ، حتى لا يعاني الخجل أو الانطواء ، لكن كل ذلك لا يعني أنني مع الحضانات لأن هدفها الأول تجاري على الرغم من دورها التعليمي البسيط ، فالحضانات لا تقدم رعاية صحية جيدة ، وكثرة الأطفال قد تسبب تناقل عدوى الأمراض بينهم ، إضافة إلى أن غالبية الحضانات تضم مربيات صغيرات في السن ، ليست لديهن الخبرة الكافية في التعامل مع الأطفال ، وهذا كله يساهم في خلق مشكلات نفسية عند الطفل. مطمئنة طوال الوقت أما السيدة - منال - فقد وجدت ضالتها في استقدامها لخادمة لتهتم بأبنائها أثناء خروجها من المنزل ، ولا ترى أن هناك حاجة إلى الحضانات وتقول : أولادي الصغار في البيت ومعهم الخادمة لذا أنا مطمئنة طوال الوقت إلى أنهم في أمان ، وفي مكان نظيف ينعمون بأفضل رعاية وعناية، وكذلك يتعلمون ويلعبون فيه ، فالحضانة لا تقدم شيئاً تعجز عن تقديمه الخادمات المدربات ... وهذا ما لمسته بنفسي عندما ذهبت إلى عدة حضانات لتسجيل أبنائي ، وتراجعت بسرعة بعد أن شهدت اختلاط الأطفال غير المنظم ... والافتقاد للرعاية والنظافة |
|