|
رؤية التي تسعى إلى طمس المعالم التراثية والآثارية الغنية والأوابد التي تحكي مجدا وعراقة وتاريخا يمتد لمئات من السنين من الحضارة والإنجازات الخالدة. وقد حظيت الفنون الثقافية على تنوعها باهتمام كبير ورعاية شهدتها المهرجانات والمؤتمرات والأعمال المسرحية وعلى صعيد السينما والمعارض التشكيلية وحتى الطفولة كانت تتصدر لكثير من الأنشطة الراعية لها وليس آخرها معرض كتاب الطفل والندوة الثقافية التي تعنى بالكتابة للطفل كونه يشكل مستقبل الأمة الواعد. وأمام هذا الكم الهائل من تلك الأنشطة لابد أن نثمن عاليا تلك الجهود التي بذلت لتقديم سورية بالصورة التي تليق بها في ماضيها العريق وحاضرها الذي يزهر بدماء الشهداء وجهود أبنائه المخلصين. ورغم أن المسرح شهد العديد من الأعمال التي حاولت أن توقظه من سباته، وتلك الجماهير التي استجابت لأضوائه التي افتقدها لسنوات عديدة، إلا أن» أبو الفنون» مايزال يئن تحت وطأة تحديات كثيرة وينتظر من ينقذه من براثنها ليعود إلى مجده ومكانته التي تليق به كفن جماهيري يحاكي الواقع ومرآة تعكس مايدور في المجتمع من قضايا تهم شرائح المجتمع كافة. ونخص اليوم بالذكر «المسرح الشعبي» القريب من الناس، يشبههم ويغوص في أعماقهم، ويحكي آمالهم وآلامهم، ويرسم البسمة على وجوههم، ويجمعهم على مائدة شهية من الأفكار والتطلعات ويرتقي بذائقتهم، ويعمل على ربطهم بواقعهم بعيدا عن العالم الافتراضي الذي يحلق بهم في عالم اللاواقع البعيد عن ثقافتنا وقيمنا. لماذا لانعيد لهذا الفن حضوره ليكون بديلا عن الشتات الذي يعيشه الناس بين الاستغراق في الصفحات الزرقاء وارتياد المقاهي وهدر الوقت دون جدوى، ولماذا لانجمع العائلة في مسرح شعبي يتشاركون فيه قضاياهم، همومهم، ضحكاتهم، وهذا الإحساس بالانتماء للعائلة الصغيرة وبث الروح فيها من جديد. هي دعوة لإعادة إحياء هذا الفن الشعبي ليكون خيارا في سهراتنا ومنبرا صادقا نحن أبطاله. |
|