تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تشخيص ولا جرّاح

رؤيـــــــة
الخميس 4-2-2010م
وفاء صبيح

فجوة رقمية كبيرة تحول دون وصول المواطن العربي إلى مناهل المعرفة بتجلياتها وأبعادها المختلفة،

والحديث عن تقانة المعلومات أصبح مرتبطا ومتلازما مع الحديث عن التنمية الثقافية , اذ لا غنى لأي مشروع تنويري- تنموي عن المحتوى الثقافي والمعرفي, ولا يمكن الوصول إلى هذا المحتوى ما لم تتوافر مستلزمات التقانة, التي تعني , فيما تعنيه, إنتاج معلومة جديدة. أي المساهمة في التنمية.‏

وقد تكون الفضيلة الوحيدة لتقرير التنمية الثقافية العربية, انه يؤكد المؤكد , ويردد دونما ملل, من أن لانهوض تنمويا شاملا دون ركائز المعرفة والمعلوماتية والبحث العلمي, فالإنتاج الثقافي في عمومه مرتبط إلى حد كبير بتطور تلك الركائز ,ولا سيما أن أمواج ثقافة العولمة تلطم مجتمعات لا تستطيع صدها عن طريق إنتاجها الثقافي المتواضع كماً ونوعا وترويجا.‏

للعام الثاني ,يصدر تقرير ثقافي اسمر اللون , من صنع أيدينا, أنجزه مثقفون من دول عربية مختلفة, يرصدون في صفحاته الحراك والحصاد الثقافي الذي تم في العام السابق, ويشيرون بأصابع اليد الخمسة إلى مكامن الضعف في جسد الثقافة العربية, التي أثقلت عليها وكبلتها.‏

أسئلة بحجم الواقع عن أوضاع العرب في المعلوماتية والبحث العلمي وجودة ومضمون الخطاب الثقافي في وسائل الإعلام, والقيم التي يدعو إليها , وغيرها من الملفات المفتوحة التي تضمنها التقرير ,وهي ملفات يعتبر إنجازها أولوية لتحريك مياه الثقافة العربية , التي تضمر شيئا فشيئا , إن لم يكن على مستوى الإنتاج كماً وكيفاً ، على صعيد الترويج لها داخل دائرة الضاد وخارجها.‏

تشخيص عالي الدقة لأحوالنا الثقافية وما من مبضع هناك ولا جرّاح.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية