|
معاً على الطريق وامتدت إصبعه إلى العراق (حاضنة الإرهاب) ثم اتسع شعاره ليشمل جميع المسلمين على وجه الأرض وفي كل مرة يقول بلير (آمين) مغمضاً عينيه . لفق بوش التهم لصدام وغزا العراق بموافقة الأمم المتحدة , وبغض النظر عن أهداف الغزو الحقيقية ، وعن نتائجه المأساوية التي أعادت العراق بإنجازاته الحضارية إلى القرون الوسطى وبغض النظر عن الخسائر المالية التي لاتعد ولاتحصى، وعن تشتت الشعب العراقي وتهجيره , وعن الاضطراب الأمني ومقتل العشرات على مدى اليوم بحوادث التفجير , وعن اكتشاف العالم (ادعاءات بوش) في تسويغ الغزو .. فإننا الآن أمام كارثة تهزّ المجتمع العراقي وتعيده إلى حالة من البدائية انصبّ ثقلها على النساء خاصة. مئات الآلاف من العوانس ، وملايين من المطلقات والأرامل بلا أي رعاية إنسانية أو اجتماعية أو مالية . وإنقاذاً للمجتمع من الرذيلة التي بدأت تتفشى كألسنة اللهب تحت وطأة البطالة وشح الموارد والفقر المدقع , وخارج حدود (الرسميين من العملاء ومواكبي الغزو والغارقين في الجدل والمماحكات الانتخابية لتحقيق ديموقراطية مزعومة تحت الاحتلال والوصاية!) أخذت منظمات المجتمع المدني تدعو إلى الزواج بأكثر من واحدة فعرضت دفع مبلغ (2000) دولار لمن يتزوج بواحدة ومبلغ (5000) دولار لمن يتزوج بالثانية أو الثالثة أو الرابعة . ولست أدري هل هناك نتائج أكثر همجية في العالم كله مما حققه هذا الغزو الذي يماثل حزّ الرقاب بسكاكين مثلمة والقتل بدم بارد في مجتمع عربي يعيد إلى الذاكرة ماكان يفعله المغول في إباحة المدن التي يحتلونها لجنودهم يعيثون بها فساداً ويفعلون ما يشاؤون . فهل ندفن رؤوسنا في الرمال ونبارك لرجال السلطة غفلتهم ولامبالاتهم وهوسهم بكراسي الحكم والنهب والسلب ؟ أما إسرائيل فإنها عندما أصبح تقرير غولدستون في هيئة الأمم المتحدة (تحت النار) وهي تراه منحازاً لأنه لم يأخذ بعين الاعتبار أنها لم تكن تبتغي سوى الدفاع عن نفسها متخذة من بضعة صواريخ أطلقتها حماس على بعض المدن المجاورة ذريعة لتشعل النيران في غزة وترتكب أبشع الجرائم في حصارها وتجويعها رغم أنها أعلنت في حينها أن تلك الصواريخ وقعت في أماكن خالية من السكان وأنهالم تصب من أهدافها سوى امرأة إصابات طفيفة ، لكنها (روّعت) السكان (الآمنين) وهذا وحده يكفي إسرائيل لتسويغ حربها الهمجية ورغبتها في إفناء أبناء غزة . وهاهي بغاية المحافظة على سمعتها! تحيل كلاً من قائد لواء غزة وقائد لواء الجنوب إلى (محكمة الطاعة) بسبب مخالفتهما لأخلاقية جيشها في تعريض حياة المدنيين للخطر! لتصدر بحق كل منهما عقوبات (تأديبية) وحسب , وبرّأتهما من إلقاء القنابل الفوسفورية ـ التي فيما يبدو ألقيت من المريخ . وتحتضن دول العالم (الحرّ) لهفة إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها حتى أصبحت رؤوسنا مثل كرات نحاسية تدوي بصوتها وصداها وتغتال ساعات الراحة والهدوء والنوم. |
|