|
ضــوء ســـاطع.. وسط أدخنة القنابل الصوتية والغازية التي أطلقها جنود الاحتلال لمنعهم من اتمام عملهم، وهي حملة تستهدف زرع ملايين الأشجار في مختلف المناطق، خاصة الأكثر قربا من المستوطنات وجدار الفصل العنصري المبني في عمق أراضي الضفة الغربية. كان مشهد زراعة الغراس مثيرا مثل اقتلاعها ، فكلما زرع الفتية والمتضامنون الاجانب شجرة، سارع الجنود إلى اقتلاعها. وما سلم من أيدي وأرجل الجنود، تكفل به المستوطنون الذين كانوا يراقبون ما يجري من بعيد، وهبطوا قبل حلول الظلام ليدمروا كل الاشجار الغضة المتبقية، في مشهد يجسد الصراع الذي يخوضه الفلسطينيون للحفاظ على أرضهم التي تقضمها المستوطنات. وتؤكد معطيات وزارة الزراعة الفلسطينية أن الفلسطينيين خسروا خلال الانتفاضة نحو مليوني شجرة، معظمها زيتون. حملة الفلسطينيين هذه التي تستهدف زرع خمسة ملايين شجرة، بدأت قبل دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للمستوطنين إلى زراعة الأشجار في المستوطنات، وحركته الاستعراضية بزرع شجرة بكلتا يديه في مستوطنة «ارئيل « المقامة على أراضي محافظة سلفيت في عمق الضفة الغربية. وكرر نتنياهو بعد زرع الشجرة القول ان هذه المستوطنة ستكون جزءا من اسرائيل في أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين . ليس ما يجري حرباً بين الاشجار ، لأن الاشجار لا تعادي بعضها، لكنها حرب على الوجود في تلك الارض بين أصحابها الشرعيين ومغتصبيها. وتصريحات نتنياهو هذه، والحرب التي تشنها حكومته وجيشه ومستوطنوه على الاشجار العربية، بما فيها أشجار الجولان السوري المحتل، حيث تم في الايام الاخيرة اقتلاع 200 شجرة تفاح في قريتي مسعدة وبقعاتا، لن تفل من عزيمة أصحاب الارض في مواصلة زرع الاشجار ، حتى لو عاشت شجرة واحدة فقط من كل الف يزرعونها، وسوف تنتصر الشجرة على الدبابة ، مثلما تنتصر ارادة الحياة على جبروت الطغاة. |
|