|
الافتتاحية وهذا يتطلب حتماً إسقاط الشروط الإسرائيلية، حيث الرهان دائماً على عمل عسكري لا نراه قريب الوقوع.. ومن البؤس الاعتقاد أن عملاً عسكرياً ضد إيران هو مغامرة محسوبة تأتي بنتائج.. إيران راهنت دائماً على الحوار.. ومعها دول المنطقة التي شجعت على هذا الاتجاه.. سورية.. تركيا.. إلخ والمسألة لم تكن مجرد شعار يقول: بالحوار.. أبداً بل إن إيران التي يطيب للبعض أن يصفها بالتشدد و«الراديكالية» أظهرت حلماً وإيماناً بالعمل السياسي وقاعدته الحوار وعززته «عززت إيمانها» بالمبادرات المتتالية.. وكان آخرها مبادرة الرئيس أحمدي نجاد باستعداده لمبادلة اليورانيوم المخصب في إيران بنسبة 3.5٪ بيورانيوم مخصب بنسبة أعلى 20% في الخارج. رحبت الدول الكبرى، التي بالأصل لم تكن مرتاحة لفكرة فرض عقوبات على ايران. الصين أعلنت دائماً أن الحوار والمفاوضات أفضل السبل للتعامل مع الملف النووي الإيراني. مسؤولة الخارجية الاوروبية قالت: يجب الحذر من فرض عقوبات على ايران. روسيا أكدت أنه لا يمكن تجاوز المبادرة الإيرانية. الخارجية الأميركية ردت على المبادرة بالإعلان عن محادثات جديدة حول الملف في الأيام القليلة المقبلة. إذاً هي انفراجة أخرى.. أكيدة وصحيحة.. تحتاج إلى الابتعاد عن الضغط والاكراه و التهديد، ومقدمة هذا وذاك إبعاد الخيار العسكري كلياً ورفضه من الجميع، بما يحقق بيئة سياسية سلمية للحوار.. وهو مالم يعمل به على مدى أشواط المحادثات السابقة! دائماً حضر التهديد والضغط.. بالسلاح.. وبالعقوبات.. «إما أن تقبل إيران بما يأتيها من إملاءات وإما استخدام العقوبات دون استبعاد الخيار العسكري ولو أبعده واستبعده الكثيرون من قادة الدول الكبرى الغربية والشرقية». يجب أن ندرك أن لإيران مصلحة أكيدة في الوصول بالحوار والدبلوماسية والعمل السياسي إلى ما يحقق أهداف الجميع.. وهي تعلن جهاراً أن هدفها في «النشاط النووي».. سلمي.. ولا تسعى لإنتاج السلاح النووي. ولكن الغرب رفض غالباً أن يظهر قناعة بصدقية التوجه الإيراني.. وعندما كان الحوار كانت إيران الأكثر جدية في مهمة الحوار لأنها لا تستند إلا لمصلحتها في الوصول إلى هدف الحوار والتفاهم.. في حين دائماً كان هناك غربي يقول بحل «العقوبات» ويلمّح أحياناً بالخيار العسكري الذي تراجع الحديث عنه منذ قدوم الإدارة الأميركية الجديدة.. لتبقى لازمة المنطق الإسرائيلي فقط. كل دول المنطقة ترغب في إنجاح الحوار الإيراني مع الدول الكبرى للخروج من عقدة الملف النووي.. وهي - أي دول المنطقة - «سورية وتركيا بشكل خاص» أظهرت دائماً استعدادها للمساعدة في الوصول إلى هذا الهدف. المبادرة الإيرانية الجديدة التي أعلنها الرئيس أحمدي نجاد تفتح باب الحوار عريضاً.. بل هي تظهر تفهماً للعروض الغربية لحل المشكلة.. ولم يبق للاحتجاج إلا أن يوصف أنه عصي في العجلات. |
|