تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دكتــــور - فنــان

رؤية
الجمعة29-1-2010
أديب مخزوم

لفتني في الآونة الأخيرة إصرار أحد التشكيليين على وضع اسمه على لوحته الفنية مسبوقاً بحرف الدال، الشيء الذي يثير علامات الاستياء ويطرح المزيد من التساؤلات عن جدوى التمسك بلقب دكتور في سياق إنتاج اللوحة وعرضها.

وما ينطبق على اللوحة ينطبق على الموسيقا والأدب وشتى أنواع الفنون الإبداعية.‏

وبداية اتساءل: هل كان هناك على مر كل العصور القديمة والحديثة عبارة دكتور فنان أو دكتور أديب أو ناقد، وهل كان على سبيل المثال ليوناردو دافنشي دكتوراً، وهل الذين حازوا جائزة نوبل في الفن والأدب دكاترة.‏

إن ذكر اللقب و المؤهلات العلمية يبدو ضرورياً في المؤلفات والبحوث وخلال المؤتمرات والندوات ولكن الأهم منه هو ذكر الكتب والبحوث والإضافات التي قدمها هذا الباحث أو ذاك إلى حركة الفكر والعلم والثقافة وذلك لأن الجوانب الإبداعية هي الأكثر قدرة على البقاء والديمومة في ذاكرة الأجيال الحالية والمستقبلية.‏

وإلصاق الألقاب العلمية ودرجاتها بصفة فنان أو أديب أو شاعر لن يقدم ولن يؤخر، حتى إنه يبدو مختصاً في عالم الخطوط والألوان وذلك لأن جل مايطمح إليه المبدع يكمن في مدى قدرته على تجاوز الأنماط التقليدية المستهلكة ومكتسبات الدراسة الأكاديمية الجامدة.‏

ولهذا يكمن القول:إن هؤلاء لايسعون لتقديم صياغة فنية أو أدبية مبتكرة وخاصة، وإنما يحاولون تغطية فشلهم الإبداعي والحصول على مكاسب فنية مفتعلة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية