تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جوزفين - بونابرت...رسائل زوجية بروح أدبية

عن لوفيغارو
استراحة
الجمعة29-1-2010
ترجمة: دلال ابراهيم

في الخامس من شهر تشرين الثاني من السنة الخامسة للجمهورية الفرنسية، امتشقت جوزفين قلمها وكتبت (زوجي لا يحبني، إنه يعشقني،

وأعتقد أنه سيصبح مجنوناً، وإنه من المستحيل أن أشعر بالسعادة، إذا لم أكن كذلك...) صرحت بهذا في رسالة أرسلتها إلى (الصغيرة الطيبة) تيريزا كاباروس - زوجة جان لاميرت تاليان، الذي شارك إلى جانب نابليون بونابرت في الانقلاب الذي أطاح بالهول والرعب.‏

في تاريخ الثالث والعشرين من شهر تموز 1796، تضطر جوزفين، ولم يكد قد مضى على زواجها من الامبراطور سوى بضعة أشهر، والذي تم في التاسع من شهر آذار من نفس العام، وهي في الثالثة والثلاثين من العمر، بينما بونابرت كان يصغرها بخمسة أعوام، أي في السابعة والعشرين من عمره إلى التخلي عن حياتها الباريسية المرحة السعيدة للالتحاق بزوجها في إيطاليا: (قمت بأشق الرحلات في حياتي، لقد أمضيت 18 يوماً في الطريق، كانت الحمى تثقل علي، ولم أر نابليون إلا للحظة، فقد كان مشغولاً في مركز مانتو، كنت مسكونة بالملل والضجر حتى الموت، رغم الاحتفالات البهية التي غمروني بها).‏

هذه الرسائل والتي تقدر قيمتها المالية بمبلغ 15.000 إلى 20.000 يورو، المكتوبة بخط اليد هي جزء من المراسلات المؤثرة التي يبلغ عددها 50 رسالة كتبتها جوزفين، وجمعها أحد هواة جمع التحف الفرنسية، على مدار أربعين عاماً، سوف تعرض للبيع مع ما يقرب من 400 وثيقة تخص الامبراطورية تلامس جزءاً من تاريخ الثورة الفرنسية، وتاريخ أول امبراطورية فرنسية، في مزاد علني خلال شهر آذار.‏

وتعتبر تلك المجموعة أكبر مجموعة متعلقة بهذا الشأن، وأول مرة تعرض مجتمعة في سوق البيع، رغم أن بعضاً من هذه الرسائل قد لاقت طريقها للنشر في منشورات دولية، حسبما صرح به الخبير آلان نيكولا.‏

تنقل هذه الرسائل عاماً بعد عام تطور العلاقة العاطفية والمعقدة بين هذين الشخصين البارزين في التاريخ، بدءاً من شعلة العلاقة المتوهجة في بداية زواجهما إلى مخاض وعذاب ما بعد الطلاق، والذي تحول في النهاية إلى صداقة متبادلة يغلفها الاحترام والهدوء، وشهراً بشهر نعيش فيها مصادفات حبهم، وتعترف جوزفين في رسالة وجهتها إلى السيدة دوكريني تقول فيها (الأيام كلها هي مشاهد من جانب بونابرت).‏

وفي تموز من عام 1800، أصبح الزوجان نهباً لعذاب وألم (لأن العروش تجعل الإنسان تعيساً.. سوف أوقع غداً على هجره لي ولكل ما يخصني، إن قلب الامبراطور هو كل شيء، بالنسبة لي، وهو كله لي، وإن كان علي خسارته، فلن آسف على البقية) هذا ما تعترف به الامبراطورة في شباط من عام ١808 إلى ابنها اوجين دو بوهارين، وفي آخر صرخة وشكوى تقول له في رسالة (بونابرت، لقد وعدتني ألا تتخلى عني.. ليس لدي في العالم سواك.. أنت حبي الوحيد).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية