تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مفــــارقــــة.. !!

منوعات
الجمعة 29-1-2010م
علي قاسم

مفارقة يصعب هضمها، وربما في كثير من تفاصيلها حماقة سياسية لم يعد من المنطقي تجاوزها أو تخيل الصمت عنها..

المسؤولون الإسرائيليون محاصرون في عواصم العالم يخشون الملاحقة والاعتقال، فيما يسرحون في عواصم بعض العرب تحت مسميات وذرائع تصم الآذان.‏

أشكنازي يلغي مشاركته في اجتماعات حلف شمال الأطلسي لينضم إلى لائحة طويلة من الإسرائيليين الذي فضلوا إلغاء نشاطاتهم خشية الاعتقال، وبارك وليفني يواجهان بالمظاهرات ويتم استقبالهما بملصقات تطالب بمحاكمتهما في وارسو، في وقت يدعى هو وغيره ليكون ضيفا على بعض العرب !!‏

ليست المرة الأولى التي تكون المفارقة مريرة إلى هذا الحد، وليست المرة الأولى التي يكون فيها الانكسار مزرياً إلى هذه الدرجة، وثمة من يتباكى على ما تبقى من حياء يندثر مع كل قدم إسرائيلية تطأ الأرض العربية.‏

اتساع دائرة العواصم المطالبة بمحاكمة الإسرائيليين فتحت نافذة من الأمل كانت تتسع باستمرار، بل كانت تمثل رهانا آخر على الإرادة التي تجسدها وتحركها، لكنها تصطدم اليوم بجدار يغلق تلك النافذة من خلال حالات التناقض التي يجسدها موقف بعض العرب منها حينا، ومن قبول بعضهم التعاطي المباشر مع الإسرائيليين، لتكون المعادلة مقلوبة بشكل أرعن، وفي أحيان أخرى بمنطق لا يصدق.‏

الثابت اليوم أن الوجدان العالمي الشعبي على الأقل يأخذ المسألة على محمل الجد، وبالتوازي معه تبدو مقاربات بعض المنظمات والهيئات والفعاليات جادة إلى حد محاصرة الإسرائيليين والتضييق السياسي عليهم، تمهيدا لمحاصرتهم قضائيا.‏

وإذا كان عجز بعض العرب عن المبادرة والفعل أو المشاركة فيما يجري ودعمه، فأقل الإيمان ألا يكونوا طوق نجاة للقتلة الإسرائيليين!!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية