تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أميركا وأوروبا ..لو أرادتا

البقعة الساخنة
الأربعاء 5-8-2009م
خالد الأشهب

التطرف الإسرائيلي مزمن ومقيم منذ قيام إسرائيل , يتفاوت بين حكومة وأخرى وبين حزب وآخر , لكنه ليس حالة طارئة أو جديدة , ولا هو رهن هذه الحكومة أو تلك أو مزاج هذا المسؤول أو ذاك من القيادات الإسرائيلية المتعاقبة ,

فدائما ثمة استيطان ومستوطنون في الأراضي العربية التي تحتلها إسرائيل , ودائما ثمة هدم وتهجير تقوم بهما إسرائيل ضد الفلسطينيين , وبالمقابل , دائما ثمة من يندد ويدين ويشجب السلوك الاحتلالي والعنصري الإسرائيلي , ولكن , لم يكن هناك أبدا من يضغط على إسرائيل أو يمنعها ويرغمها سوى المقاومة !‏

ثمة خطاب سلام يتفاعل اليوم في المنطقة مصدره إدارة الرئيس الأميركي أوباما , تتلقفه أوروبا بإيجابية وتروج له , وبطبيعة الحال يتفاعل العرب معه ويحاولون دفعه إلى الأمام , لكن ذلك كله يظل حتى الآن أخفض من جدار التطرف الإسرائيلي, وأقل من أن يؤتي ثماره إذا كان سيراوح في دائرة الدبلوماسية والصخب الإعلامي وغسيل الوجوه السوداء فحسب , وإذا كان سيواصل عجزه عن ترجمة نفسه إلى سياسات ومواقف فاعلة وصارمة , سواء بسبب عجز أصحاب خطاب السلام أو بسبب التطرف الإسرائيلي المنفلت.‏

نظام الفصل العنصري البائد والذي كان قائماً في جنوب أفريقيا نموذج جيد للمقاربة والتمثل , رغم أن النموذج الإسرائيلي متفوق عليه كثيراً سواء في التطرف والعنصرية أو في الدور والغايات البعيدة , لكنه يصلح للقياس والمعايرة لجهة أن أميركا وأوروبا تستطيعان , عندما تقرران , أن تجعلا خواتيم الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة شبيهة , بل ومطابقة لما انتهى إليه نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا .‏

فإذا كان الاستيطان الإسرائيلي من جهة وهدم منزل هنا وقلع أشجار هناك من جهة ثانية سيتحول لدى أصحاب مشروع السلام إلى جوهر للصراع وسيتناسى العالم مشكلة احتلال الأرض وسلب الحقوق وحق عودة اللاجئين , فإن المقاربة بين إسرائيل وجنوب أفريقيا العنصرية ستغدو بعيدة وأبعد منها السلام ومشاريعه وطموحاته ؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية