تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


روسيا-أميركا.. قمة إعادة برمجة الأزرار

الغارديان
ترجمة
الأربعاء 5-8-2009م
ترجمة:رنجس خزاعي

بعد المحادثات التي سبقت قمة «إعادة برمجة الأزرار» وتأثير أوباما المتنامي على امتداد العالم، يفترض أن تكلل الزيارة الأولى للرئيس الأمريكي الجديد إلى الكرملين بالنجاح.

ولذا سيرتبط ذلك بالتحرك السريع للمسؤولين من كلا الطرفين فيما يتعلق بلقاء يوم الاثنين بين الرئيسين وبالرغم من غياب أي اتفاق حول القضايا الأساسية، فإن التخفيضات في الترسانة النووية لكلا البلدين ستبقى مجرد وعود تناقش فيما بعد، مالم يكن هناك التقاء فكري حول مايجب فعله بخصوص خطط الدرع الصاروخي أو حتى إيران.‏

ومع ذلك، فإذا ماتوصل كل طرف منهما إلى تفهم مواقف الآخر، فالمكسب واضح لكليهما فالنخبة في روسيا لديها العديد من الرسائل التي تود من الطرف الآخر إدراكها.‏

الأولى منها، رفضها لممارسة الضغط عليها أو الوصاية، إذ تظهر استطلاعات الرأي أن هذا الموقف لايقتصر على وسطاء السلطة في الكرملين، بل يشترك فيه «جيل بوتين بأكمله»، الذي أتى إلى السلطة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.‏

وبينما كان معظم الروس يكنون الكره للرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني لتصريحاتهما وسياساتهما المعادية لم يكونوا بأي حال من الأحوال من أنصار بيل كلينتون.‏

فقد اقدمت إدارة الديمقراطيين على توسيع حلف الناتو الاستراتيجية التي قضت على فرصة إيقاف الحرب الباردة وإدخال روسيا في شراكة مع أوروبا والغرب، وعندما يراه مؤخراً في رحلته إلى موسكو، سيسمع أوباما هذا بكل تأكيد من الرئيس السوفييتي الأخير ميخائيل غوربتشيف، الذي مازال مقتنعاً بما وعد به من عدم توسيع الناتو فيما لوقبل بتوحيد الألمانيتين.‏

فالقادة في الكرملين على دراية بأن معظم مستشاري أوباما في الشؤون الروسية، بما فيهم نائب الرئيس، جو بايدن كانوا مسؤولين في إدارة كلينتون، وهؤلاء المسؤولون يريدون أن يعرفوا أين يقف أوباما في حد ذاته، ليعلموا غرائزه الهضمية حول قضية ناتو موسع ومع انفتاحه على افكار جديدة، وانطلاقه بارتباطات حياته مع قضايا الشرق والغرب، هل يمكن لاوباما حقاً أن يتعاطى بعلاقاته مع روسيا من جديد؟..‏

لقد أوضح ديمتري ميدفيديف ذلك أثناء القمة، ويكون بوتين قد فعلها أيضاً، في أن معارضتهم لخطة بوش بوضع نظام الدرع الصاروخي في بولندا وتشيكيا، التي تعتمد على المخاطرة، والتي تعرض الروس للدرع النووي، تتماشى مع ماتصفه استراتيجية الأمن القومي الروسي، من التهديد الاستراتيجي لروسيا بسبب تمكن أمريكا من قدرة الضربة الأولى، وبما أنه يتمتع بالقراءة عن اسلافه يجدر بأوباما أن يعلم أن مخاوف أمريكا من قدرة روسيا على الضربة الأولى هي التي أوجبت ردة فعل الرئيس كيندي الساخطة في الأزمة الكوبية ووفاة الجنرال روبرت ماكنمارا، وزير دفاع الرئيس كيندي الرجل الذي اشتهر بعباراته القائلة «بالدمار المشترك الأكيد»، ماهي إلا مذكر آخر بذلك.‏

لقد اقر أوباما بارتيابه حول قابلية النظام الجديد للحياة وقد دعا إلى مراجعته ودراسته من جديد وتصريحه أثناء القمة أن النظام الجديد سيكون جاهزاً في القريب العاجل يلقى كل الترحيب، ومهما يكن من أمر ما تقرره الدراسة حول الفاعلية الفنية للنظام فمن المناسب الدعوة إلى المزيد من العمل والمزيد من الدراسات، وعليه أن يتخلص منه لأسباب سياسية.‏

وكبديل عن ذلك، وإذا لم يوجه «الدرع الصاروخي» نحو روسيا كما اعتاد بوش أن يصرح فعلى أوباما أن يدمج روسيا في نظام شامل من شأنه أن يلف أوروبا بأكملها وأمريكا الشمالية، تلك هي الروح خلف دعوات ميدفيديف المتكررة من أجل بنية أمنية جديدة في أوروبا، وتستحق هذه الدعوات كل الدعم والتأييد، ومن المفيد تماماً لأوباما أن يقول إن مواقف الحرب الباردة قد أصبحت من الماضي وعليه أيضاً أن يظهر أنه يعني هذا من خلال استبدال مؤسسات الحرب الباردة بغيرها أو تعديلها لتضم روسيا كعضو جديد كلياً.‏

 بقلم:جوناثان ستيل‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية