تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شباب سورية المغتربون في ضيافة اللاذقية... بحـر وجبــل.. تنـور ومنقوشــة زعتـر...

شباب
الأربعاء 5-8-2009م
لمى يوسف

احتضنت اللاذقية الشباب المشاركين في ملتقى الشباب السوري المغترب لمدة ليلتين متتاليتين زاروا خلالها البحر وخيموا في جبال جوبة برغال..

ورافقهم بمخيمهم السيد وزير المغتربين ورئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة..‏

تجربة رائدة‏

ضمن هذا الإطار أكد السيد وزير المغتربين جوزيف سويد على أن سورية تمتلك طبيعة متنوعة في محافظاتها كافة وجمعت اللاذقية البحر والجبال متعددة الارتفاعات والمليئة بأشجار حراجية نادرة، ولأن المغتربين السوريين ثروة وطنية وقومية، ويشكل جيل الشباب مركز الثقل بالنسبة للاغتراب بما يشتمل من طاقات وآفاق مستقبلية كونه امتداداً حياتياً وحضارياً ومستقبلياً للأمة، لا بد أن نربط هذه الطاقات بالوطن الأم لنعزز تجذرها وانتمائها لذلك كان عام 2009 خاصاً بالشباب الاغترابي «السوري». عمدنا والمشاركون من مؤسسات الدولة لاختيار قرية جوبة برغال ليخيم الشباب في أحضان غاباتها ويطلع على الأوابد التاريخية المتواجدة بالقرب منها «كقلعة صلاح الدين وأوغاريت».‏

وأضاف: استلهمنا ذلك من رؤية السيد الرئيس «بشار الأسد» لأهمية الشباب في مجتمعنا، ولحظنا محاور عدة في عام الشباب الاغترابي «السوري» منها تنظيم وفود شبابية وطلابية إلى الوطن، وإطلاق مشروع اللغة العربية لأبناء المغتربين.. وإيلاء الاهتمام للمدارس السورية الوطنية في بلدان الاغتراب، بالتعاون والتنسيق مع باقي الفريق الحكومي وباقي الوزارات ومؤسسات الدولة.. ويعتبر الملتقى الأول للشباب الاغترابي «السوري» تجربة نوعية رائدة سنعمل على استمرارها وتطويرها.‏

تفاعل المجتمعات الريفية‏

بدورها أشارت رئيسة الهيئة «السورية لشؤون الأسرة» المهندسة سيرا أستور إلى أن وزارة المغتربين قامت بمبادرة تجاه الجهات الأخرى في ملتقى شباب المغتربين السوريين الأول ومنها الهيئة السورية لشؤون الأسرة التي شاركت نظراً للدور الكبير الذي تضطلع به الأسرة السورية في المغترب، فالهيئة تهتم بالأسرة داخل «سورية» وتتواصل مع الأسر «السورية» القاطنة في بلاد الاغتراب وعماد هذا التواصل الشباب، لذلك بحضور تسعين شاباً وشابة من أبناء «سورية» من 12 دولة أجنبية مع 40 ميسراً لهم سيخلق التفاعل للاستفادة من خبرات بعضهم البعض وتوضيح الرؤيا والفكرة الأساسية التي كانت وراء الملتقى لتعميق اتصال «السوريين» ببلدهم وتعريف جيلي المغترب الثاني والثالث على وطنهم بأبعاده الحضارية والتراثية والثقافية كما الطبيعية، فقد بدأت الجولة في المناطق الأثرية إن كان في «دمشق» ثم «تدمر» حيث الأوابد التاريخية والآن في «اللاذقية» تمتع الشبان برياضة السباحة في بحرها الساحر النظيف وتمتعوا بإقامة بمخيم ضمن جبال «سورية» المكتسية بغابات ومحميات طبيعية على امتداد النظر ليتعرفوا على المناطق المجهولة وليتواصلوا مع المجتمعات المحلية الريفية عن قرب وليعقدوا حلقات حوارية تفتح الآفاق والتواصل بين الشباب.. وليلامسوا «أوغاريت» التي صدرت للعالم الأحرف الأبجدية الأولى، وليرصدوا عظمة «صلاح الدين» في قلعته الجميلة.. ثم نعبر الجبال ليتعرفوا على المأكولات الشعبية في أحد المطاعم الريفية.‏

تواصل‏

كانت التحضيرات مستمرة لأجل هذا الحدث في نادي الملتقى الاجتماعي بالقرداحة.. وبيّن رئيس مجلس إدارة الملتقى. أ. معن إبراهيم أن المخيم الذي يقام ضمن ملتقى الشباب السوري المغترب هو الفعالية الأولى التي يحتضنها نادي الملتقى الاجتماعي بالقرداحة في «جوبة برغال» وقد تم تأهيل المكان بالاحتياجات المناسبة لاستضافة الشباب السوري المغتربين على مدى يومين ليتعرفوا على جبال سورية وليتمتعوا بريف ساحلها ويطلعوا على خطوات التطوير والتحديث التي تمت ولا تزال مستمرة في سورية. وانطلاقاً من خطاب السيد الرئيس «بشار الأسد» في المؤتمر الدولي الأول للمغتربين حيث حث على تواصل المغتربين مع الوطن مع أقربائهم.. وأصدقائهم.. وتواصل الأبناء والبنات مع أبناء وبنات الوطن.‏

مضيفاً: أهالي «جوبة برغال» وروادها يحتفون بزيارة أبناء «سورية» المغتربين ويتطلعون إلى التواصل الثقافي والعلمي والفكري والعملي كما الإبداعي معهم لإحياء ما بناه الأجداد والارتقاء بما صنعه الأحفاد، وهي فرصة لتبادل الثقافات بين أبنائنا في الاغتراب وأقرانهم في وطنهم الأم.. وما قمنا به واجب وطني.‏

تناغم عفوي‏

وأشارت المديرة التنفيذية لمكتبة الأطفال العمومية التابعة لجمعية قوس قزح لطفولة أفضل الفنانة عدوية ديوب قائلة: تولى أطفال المكتبة العمومية «باللاذقية» بمشاركة أطفال الملتقى الاجتماعي بالقرداحة الترحيب بشباب المغترب من خلال أعمال فنية بصرية منفذة على الجدران التي تحتضن مكان إقامة الشباب في جوبة برغال وفق خطوط ومساحات وألوان تتناغم بين ما هو عفوي وما هو مدروس من قبل هؤلاء الأطفال حيث تنوعت المواضيع وتعددت مفرداتها بدءاً من الكتاب وانتهاءً بالشجرة لصوغ رسائل حوارية مع شباب الملتقى الأول للمغتربين يفضي إلى الالتصاق بالجذور والتعمق بها.‏

مضيفة: شارك أكثر من خمسين طفلاً، واستمرت لمدة ثلاثة أيام متتالية، تم الإشراف بمشاركة فعالة من قبل د. سوسن معلا، وبمشاركة بعض المتطوعين في المكتبة «العمومية» كان العمل ممتعاً بين جبال وغابات جوبة برغال الساحرة.‏

فعاليات مرافقة‏

استمتع الشباب في يومهم الأول بسهرة فنية مع فرقة «كلنا سوا» على خشبة مسرح النادي وأجمع كل من أعضاء الفرقة (بشار عباس، إياد ريماوي، وسونيا بيطار) على أن للتجربة خصوصيتها لأن الملتقى خطوة على الطريق الصحيح، ومشاركة «كلنا سوا» لتعريف الشباب السوري المغترب بفرقة شبابية من بلدهم الأم تستخدم الآلات الغربية الحديثة لأغان فيها النغم الشرقي والغربي مطعمة بأغان تراثية.‏

استمتع الجميع بأغان تراثية وطنية وأخرى شبابية استنهضت الشباب للتمايل ما دفعهم إلى التماهي بالموسيقا المقدمة.‏

ورافق المخيم على مدار ليلتيه رائحة الحطب المنبعثة من تنور فخاري.. أرغفة خبز بيضاء مقمرة.. وفطائر بأنواعها.. ومنقوشة الزعتر بجوار مبيت الشباب المغتربين تراث ساحلي يقدمه الملتقى الاجتماعي بالقرداحة ضمن نشاطاته كافة.‏

في اليوم الثاني عقدت ثلاث حلقات حوارية تطرقت إلى كيفية التواصل بين شباب سورية في المغترب فيما بينهم والشباب المقيمين في سورية والذين التقوا معهم خلال الملتقى، حيث سيتم إطلاق منتديات عبر الانترنت تلتقي مع أفكارهم ومقترحاتهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية