|
|
كتب فضلاً عن قصائد ومسرحيات، اللغة الفرنسية والعربية الدارجة كما مزج بين الأجناس الأدبية على الخشبة، وفي الكتاب على حد سواء كتب نصوصاً رائعة مثلما كتب نصوصاً طويلة ترك النقاد محتارين، كما حظيت أعماله بدراسات أكاديمية في جامعات العالم في جهاته الأربع. دفع ياسين ثمن انخراطه في النضال الوطني منذ سن المراهقة غالياً ليس فقط بدخوله السجن ومكابدته الشخصية ولكن أيضاً عبر إصابة والدته بالجنون ظناً منها أنه لقي حتفه خلال الأحداث الدامية للثامن من أيار عام 1945 كما لم يلبث أن تحول إلى مناضل مناصر لكل قضايا التحرر في العالم وعلى رأسها قضيتا فيتنام وفلسطين ولقد وجدت القضايا الأخرى التي هزت القرن من قبيل مدغشقر وجنوب إفريقيا ومقاومة السود الأميركيين صداها لدى هذا المناضل ذي النزعة الإنسانية. لم يكن ياسين في المنطلق سوى جزائري بسيط، من أبناء الشعب شاهداً على محيط بشرى بالكاد يسد رمقه من حلقة شعبية إلى حلقة شعبية راحت حياة ياسين تتشكل من الموانئ إلى مقاومات العمال الكبرى، من صحيفة الجزائر الجمهورية إلى الأسفار التي تنقطع في قلب المقاومات الكبرى للقرن الماضي، لقد شارك فيها بسلاحه الأساسي المتمثل في الكتابة، الكتابة التي كانت تحمل في ذاتها القدرة على إيقاظ الناس البسطاء في رواية نجمة تبدو عالماً يحاصره الاغتراب، سواء تعلق الأمر بالأحداث التي تجري في الزمن السردي للرؤية، التي تجسدها أفعال شخصيات الرواية الخمسه بالخصوص: رشيد، ومصطفى، والأخضر، ومراد ونجمة أم عبر الماضي القريب المتصل بعائلات هذه الشخصيات، تتميز البنية السردية لهذه الرواية وأهم ذلك تعدد الأصوات السردية في الرواية واعتمادها على تقنية التواتر في صياغة الحدث الواحد وقيام هذه البنية الفنية على الداشرية في تعاقب الأحداث وترتيبها. مادة هذا الكتاب انتظمت في ثلاثة فصول إضافة إلى مقدمة وخاتمة في الفصل الأول الذي يحمل عنوان: «عناصر الموضوعاتية» بتحديد الموضوعاتية الأساسية التي تولدت منها أعمال كاتب ياسين، وهذه الموضوعاتية هي جريمة الناظور التي وردت في رواية نجمة وجاء الفصل الثاني بعنوان «البنية الموضوعاتية في رواية نجمة» وتتبعنا فيه مختلف مستويات التعديلات الموضوعاتية التي كونت العالم الفني لهذه الرواية وقد توصلنا إلى تحديد مجموعة كبيرة من التعديلات في هذه الرواية، ما جعل هذا الفصل يستقل بدراستها وفي الفصل الثالث الذي يحمل عنوان «البنية الموضوعاتية في عوالم نجمة، بدراسة بقية أعمال الكاتب، وهي مجموعة مسرحيات «دائرة الانتقام» وقصيدة «العقاب» التي وردت ضمنها، ثم المصنع النجمي ومسرحية الرجل ذو النعل المطاطي وأخيراً مجموعة من الأعمال المتفرقة. تبين هذه الدراسة القائمة على المنهج الموضوعاتي ويكشف هذا الكتاب أيضاً عن علاقة كاتب ياسين القوية بالأدب العربي وذلك من خلال تحرك أعماله في مجال الحقل الأدبي العربي القديم، عن طريق حضور موضوعات هذا الحقل في أعماله، أو بعض مشاهده على الأقل في مختلف الأجناس الأدبية التي كتب فيها: الشعر، المسرح وفنون السرد. الكتاب صادر عن دار القصبة - الجزائر. |
|
