تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الــــدفع لـــتجاوز تــــركة بـــوش...انقســـام داخـــل الإدارة الأميركيــــة حــــول الســـودان

أضواء
الأربعاء 5-8-2009م
عدنان علي

يتواصل الاخذ والرد داخل الادارة الاميركية حول السياسة الأميركية الواجب اتباعها حيال السودان .وتقود وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اتجاها متشددا بينما يدعو مبعوث الرئيس باراك أوباما، الخاص إلى السودان سكوت غرايشن الى مراجعة هذه السياسة.

وقالت كلينتون دون الإشارة إلى اسم غريشن، إن هناك «مراجعة مكثفة» تدور الآن بشأن صياغة موقف موحد حول السودان، وحتى الآن لم يصدر قرار برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب. وكان غريشن قال خلال جلسة استجواب في الكونغرس، إنه لامعلومات استخبارية تثبت أن حكومة السودان تتعاون مع الإرهاب.‏

وقال في شهادته أمام الأعضاء إن العقوبات الأميركية ضد السودان تأتي بنتائج عكسية للجهود الرامية إلى إحلال السلام في السودان. وأكد ان هذه العقوبات توقف عجلة التنمية الاقتصادية معتبرا استمرارها قراراً سياسياً . ورجح غريشن إتمام عملية مراجعة للسياسة الأميركية بشأن السودان في غضون بضعة أسابيع، مشيرا الى أن واشنطن بحاجة إلى إقامة علاقات مع الخرطوم للتعامل مع قضية العلاقة بين جنوب السودان وشماله ومع قضية إقليم دارفور غرب البلاد.‏

وتصنف الولايات المتحدة منذ عام 1993 السودان فيما تسميه لائحة الدول «الراعية للإرهاب» إلى جانب كوبا وإيران وسورية حيث تخضع بموجب ذلك هذه الدول لعقوبات أميركية.‏

من جانبها، دعت الحكومة السودانية الإدارة الأميركية للتقدم في اتجاه رفع العقوبات المفروضة على السودان.‏

وأشاد وكيل وزارة الخارجية السودانية مطرف صديق بتصريحات المبعوث الأميركي سكوت غريشن الآنفة معربا عن اعتقاده بأن هذه بداية وليست نهاية، وستواجه من يعارضها لان للسودان أعداء كثرا سواء في الداخل أم الخارج حسب تعبيره .‏

من جهته قال المتحدث باسم الخارجية السودانية علي الصادق إن هذه الرؤية من جانب غريشن تأتي من خلال الزيارات الميدانية التي قام بها إلى السودان، والتقى خلالها بالعديد من المسؤولين بالدولة وأطراف النزاع الأخرى في دارفور وأطراف اتفاق السلام الشامل في جنوب السودان.‏

وأشار إلى أن الجانب السوداني وفي كل جولات الحوار منذ عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش كان يركز على ضرورة رفع اسم السودان مما يسمى قائمة الدول التي ترعى الإرهاب، وإلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه .‏

ونفت الخارجية الأميركية، على لسان الناطق باسمها بي. جيه. كرولي، أن يكون تناقض التصريحات دلالة على انقسامات داخل الإدارة حيال السياسة تجاه السودان معتبرا أن السودان لا يزال على لائحة الارهاب إلى حين انتهاء عملية التقييم حياله التي تجري حاليا مشيرا الى ان هناك العديد من القضايا المحورية الموروثة من الادارة السابقة في علاقة الولايات المتحدة بالسودان.‏

وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، قد وصفت تعامل حكومة السودان مع النزاع المسلح في دارفور، بأنه إبادة جماعية.‏

ويرى مراقبون أن اصرار بعض صناع السياسة في واشنطن على وصف ما يحدث في دارفور بأنه «إبادة جماعية» يتناقض مع الوقائع التي ترد في تقارير المنظمات الدولية والتي تؤكد أن النزاع في دارفور تحول إلى فوضى. وفي هذا الإطار يقول رادولف أدادا الممثل الخاص المشترك للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، لمجلس الأمن الدولي: « إن ما يحدث في دارفور نزاع يتحارب فيه الكل مع الكل « مشيرا الى ان مقتل نحو 700 مدني بريء خلال 15 شهرا أمر فظيع ومرعب، ولكنه ليس إبادة جماعية، بل تمرد على مستوى منخفض.‏

وتأتي تصريحات المبعوث الأميركي في وقت تشهد فيه العلاقات الأميركية السودانية تحسنا ملحوظا بعد أن وصفت وزارة الخارجية الأميركية الخرطوم بأنها متعاونة في مكافحة الإرهاب الدولي.وتهدف مهمة غريشن إلى المساعدة في إعادة الاستقرار إلى منطقة دارفور .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية