تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مواسم غير رابحة

من البعيد
الأربعاء 5-8-2009م
سلامة دحدل

بعد دخول الري الحديث والبذور المحسنة حقول المزارعين بدرعا ارتفعت الارقام الانتاجية لمختلف المحاصيل الزراعية، وتجاوزت حاجة الاستهلاك المحلي،

وأصبح من المتعذر تصريف الفائض منها .ففي العام الحالي- على سبيل المثال -واجه المزارعون وما زالوا يواجهون صعوبات كبيرة في تسويق الفائض من بعض تلك المحاصيل ، ولم يتمكنوا إلا من تسويق كميات ضئيلة منها وبأسعار تقل أحياناً عن كلفة الانتاج ما جعل مواسمهم خاسرة أو على الأقل غير رابحة..؟! لنأخذ بعض الأمثلة. في بدء موسم البطاطا هبطت الاسعار وبلغت /8/ ليرات لكل كغ، في حين أن تكلفة إنتاجه تعادل ذلك الرقم. وكاد المزارعون يتعرضون لخسائر باهظة في هذا المحصول لولا تحسن أسعاره مؤخراً، وحصل الشيء ذاته في موسم البندورة الذي مازلنا فيه. ففي الوقت الذي بلغت فيه تكاليف إنتاج الكغ من المادة ما بين 3-4 ليرات فإن سعره حالياً في أسواق الهال بدمشق تتراوح ما بين 3-3،5 ليرة وذلك تبعاً لجودة المادة. وفي المثالين فإن المزارع لم يحقق الربح المعقول.‏

وربما تكون هكذا حالة المواسم الأخرى القادمة من البصل والباذنجان والكوسا. إنتاج وفير وخسائر محتملة. والسبب في ذلك كله قصور التسويق، وإغلاق أبواب التصدير الخارجي الأمر الذي يؤدي بالنتيجة إلى هبوط الأسعار وتحكم التاجر برقبة المزارع، فالمشكلة باختصار تتعلق بمشكلات التسويق ومعوقاته وعلينا البحث في إيجاد الحلول المناسبة وتمكين المزارعين من تصريف منتجاتهم الزراعية بأسعار مجزية تعوض عليهم أتعابهم وتحقق لهم هامشاً معقولاً من الأرباح خاصة وأن مواسم الخضار لم تنته بعد بالمحافظة. إن غياب دور الجهات المعنية عن تسويق فائض الانتاج ، وكذلك غياب التخطيط الزراعي وربط الانتاج بحاجة الأسواق سيعرض مزارعناسواء بدرعا أم في غيرها من المحافظات إلى الخسائر المتلاحقة وعدم تحقيق الأرباح المطلوبة ويدفعه بالتالي إلى الابتعاد عن استثمار الأرض وهجرتها. ونعتقد أن إيجاد الحلول الناجعة هو من مسؤولية الجميع وفي المقدمة وزارتا الزراعة والاقتصاد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية