تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إجراءات منافية للسلام

حـــدث و تعــليـق
الاربعاء5-8-2009م
محرز العلي

الحملة الاستيطانية الشرسة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في مدينة القدس المحتلة تأتي في إطار السياسة العدوانية

التي تنتهجها حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، والتي تهدف الى عزل المدينة المقدسة عن محيطها الفلسطيني، وتكريس الاحتلال فيها، وذلك لانتزاعها من عمقها العربي والسعي الى تهويدها من خلال تزوير تاريخها وتهجير سكانها الاصليين والاعتداء على مقدساتها.‏

وماحصل في حي الشيخ جراح من قيام قوات الاحتلال بإخلاء عائلتي الغاوي وحنون بالقوة بعد ان اعتقلت عدداً من افراد العائلتين واعتدت بالضرب على النساء وروعت الاطفال، كل ذلك يمثل المرحلة الاولى من سياسة التطهير العرقي، ومقدمة لتهجير 27 عائلة فلسطينية اخرى من القدسة وتنفيذ مخطط استيطاني جديد لتغيير المعالم الديمغرافية في المدينة المقدسة ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والمبادئ الانسانية، مستغلة الصمت الدولي او التصريحات والمواقف الخجولة والتي تشجعها على التمادي في العدوان والغطرسة.‏

والمستغرب ان نتنياهو ورغم كل ماتقوم به حكومته الارهابية من اجراءات عدوانية تتناقض مع متطلبات السلام العادل والشامل والذي يأتي في مقدمتها وقف الاستيطان وانهاء احتلال الاراضي العربية عموما والفلسطينية على وجه الخصوص فانه يصرح وبكل وقاحة انه مستعد للتفاوض مع الفلسطينيين طالبا منهم الاعتراف بيهودية كيانه، وحل مشكلة اللاجئين خارج الاراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك بهدف تضليل الرأي العام عبر اللعب بالالفاظ والمصطلحات لاظهار هذا الكيان الارهابي بانه يخطو باتجاه السلام.‏

ما تقوم به اسرائيل من خطوات عدوانية تجاه المدينة المقدسة والدعوة لهدم المسجد الاقصى يحمل في طياته توجهات لدى الحكومة الاسرائيلية المتطرفة لخلق واقع احتلالي في القدس، والغاء هويتها العربية والاسلامية، وهذا يتطلب من كل القوى المحبة للسلام التحرك الجاد والفعلي لانقاذ المدينة المقدسة، عبر وضع حد لهذه الانتهاكات التي من شأنها ابقاء المنطقة في حالة من التوتر وعدم الاستقرار .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية