تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الرئيس وجدلية المكان

لبنان
معاً على الطريق
الأربعاء 5-8-2009م
نبيه البرجي

غبار ويتركه وراءهم قطاع الطرق !

هذا عندما كان اوكتافيو باث يصف تلك «الاوعية الفارغة» او «الملابس الفارغة» المرصعة بالنجوم في اميركا اللاتينية والتي كانت تطاطئ الرأس امام «الاقدام البيضاء» وكان الكاتب المكسيكي اول من استخدم مصطلح «بلقنة العالم».‏

استعدت هذا الكلام، وانا اتابع الذين يقاومون في السر او في العلن، السياسات التي ينتهجها الرئيس بشار الاسد للحيلولة دون البلقنة الاستراتيجية ( والسوسيولوجية) للمنطقة، ومع الاتجاه الى اعادة الهيكلة، على المستوى الجيوبوليتيكي، بحيث يكون المستقبل هو مجالنا الحيوي، لا الماضي وما علق به، ولا ثقافة القوقعة، او المواربة، او الخوف، ناهيك بالكراهية واجترار الذات .‏

لا ريب ان هذا يزعج الغبار الذي يتركه وراءهم قطاع الطرق، كما يزعج ايضا قطاع الطرق الذين يقفون عند كل المفترقات الكبرى في الكرة الارضية.‏

اعود لأقول انني حاضرت في وادي النضارة منذ ايام. التقيت انواعا مختلفة من الناس، رئيس الجامعة، ورجل الاعمال، والكاتب، والموظف، والنادل، والسائق . جميعهم يجسدون روح سورية قد ينتقدون او هم ينتقدون هذه الحالة او تلك، لكن الثابت، الثابت، انهم جميعا يقفون الى جانب بشار الاسد..‏

يدركون ماذا تعني «عبقرية المكان»، اذاً ماذا تعني «عبقرية سورية» نقول في المستقبل الذي هو هاجس الرئيس الشاب، لا في الماضي، وان كنا لا نغفل لآلىء فيه، ولأن المستقبل ارض محرمة، فلابد ان يعترض من دعاهم باث نفسه بـ (اصحاب الارواح الصغيرة ) الذين يحاولون تكريس المراوحة البلهاء او التبعية البلهاء، اذا لم نقل العدمية (السياسية) البلهاء.‏

ما سمعته من الناس، وما اراه، اجل في سورية رجل يتفاعل مع جدلية المكان. ولهذا ينظر بل ويعمل من اجل تطوير المفهوم الجيو سياسي والجيو اقتصادي في المنطقة لكي تتداخل جدلية المكان مع جدلية الزمان. الزمان الذي يفترض، كما المكان، ان يكون زماننا لا ان يبقى موطئ قدم لقطاع الطرق ..‏

ليس ثمة من موطئ قدم.. للغبار!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية