تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هموم لاحقة

مجتمع
الاحد14-4-2019
لجينة سلامة

لا يكاد ينتهي الشتاء واللهاث المنقطع النظير وراء المازوت والغاز حتى أتحفتنا الشائعات بارتفاع سعر تنكة البنزين مع تخفيض مخصصات البطاقة الذكية للسيارات إلى النصف وهو مانفته وزارة النفط إلى تاريخ اليوم .

مع حلول الربيع كان للمواطن الأمل أن يتنفَس الصعداء ,ولكن غضب الطبيعة والتغيرات المناخية أدخلته في غصَات متلاحقة كادت أن تقطع نفسه .فهو وإن استدان المال لتأمين ماتيسَر له من أسطوانات غاز أو ليترات المازوت ,فكيف له أن يستدين مصروف السيارة أو مصاريف سيارات الأجرة .‏

هل حقا يتحمل المواطن كل هذه الأعباء ...! هل حقا لديه القدرة لتحمِل الحياة بهذا النمط ...!‏

في الحرب لا مبرر لثباتنا على جرح ولا فائدة من الدوران في المكان.في الحرب أنت أمام خيار واحد هو خيار التعايش مع الواقع ولكن كيف ..ومن أين ...وإلى متى ..!‏

في الحرب أنت خاسر دائما وكل المحاولات الجادة للاستمرار بحياة ذات نفس طويل ومتواصل هي محاولات فاشلة .‏

هذا الحال لا يتعلق فقط بالمحروقات والوقوف بالأرتال لتأمين البطاقة الذكية ,وليس بغلاء الأسعار الجنونية للخضراوات والفواكه ..الحال ينسحب على أمور عدة تدخل في تفاصيل حياتنا اليومية وقد يكون أهمها واقع العملية التربوية التدريسية في المدارس والأزمة في صحوة ضمير المعلِم الذي وإن جار عليه الزمان ليس مقبولا منه أن يصبح مثله مثل التاجر لا يهمه إلا الربح ..‏

قد تكون الحرب وما أسفرت عنها من غربلة لأصحاب المبادىء وحاملي الضمير الصاحي , جاءت على ما تبقى من وسائل تصدي هذا المواطن للمغريات والمتغيرات المستجدة . لكن أحدا لا يبرر له أن يبدد قيمة سامية يمتلكها من أجل أسطوانة غاز أو ليتر مازوت ..لا أحد يبرر له سرقة مال عام لإطعام ابنه أو من تأمين علبة دواء لمرضه .كما أن أحدا لا يبرر استياءه من الحاضر وخوفه من القادم ... هذا المواطن مطالب بتحدي الظروف أيا تكن ماهيتها والتحايل عليها ..! الحرب فعلت فعلها وتركت أنفاسا متقطعة تنشد الحياة بانتظام .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية