|
صفحة أولى وتحقيق الأجندات العدوانية التي لم تزل تواجه الفشل في كل مرحلة تصعيد جديدة، سواء كانت عسكريا أم سياسيا أم اقتصاديا.. والعدوان الصهيوني الجديد لا ينفصل عن سياق المحاولات الأميركية المسعورة لفرض واقع جديد، يضع الحل السياسي في سكة التعطيل الدائم، على اعتبار الكيان الإسرائيلي جزءاً رئيسياً من منظومة العدوان على سورية، وينفذ المطلوب منه وفق المخطط المرسوم أميركيا وغربيا. نتنياهو الخارج للتو من سباق انتخابات كادت أن تزيحه عن المشهد، أراد أن يثبت للرئيس الأميركي بأنه عند حسن ظنه بما يخص تأجيج الأوضاع في سورية، وخاصة أن ترامب شرعن لكيانه الغاصب احتلاله للجولان عبر قراره المشؤوم، ليربح في تلك الانتخابات.. والعدوان الإسرائيلي على مصياف ربما يكون التأكيد الأول على أن العربدة الإسرائيلية ستتواصل، ويرتفع منسوبها في كل مرة تحتاج فيها الولايات المتحدة إلى عملية خلط الأوراق، وفرض قواعد اشتباك جديدة تتناسب مع المتغيرات الميدانية الطارئة. ترامب الذي يجسد فعليا عقلية الإرهاب الأميركي، يعمل على خط مواز للاحتفاظ بإرهابيي داعش لإعادة استخدامهم مجددا عندما يحين الوقت، ويبحث لهم عن مأوى جديد، ويضغط باتجاه إقامة معسكرات دائمة لهم، بعد أن أجلتهم مروحياته من أماكن وجودهم في الجزيرة السورية، عقب مسرحية دحرهم على يد مرتزقة «قسد»، في الوقت الذي لا يزال يصر على بقاء قسم منهم في قاعدة التنف لمهمة الإشراف على احتجاز المدنيين في مخيم الركبان، ليبقى ذاك المخيم الذريعة لاستمرار وجود قوات الاحتلال الأميركي من ناحية، ومن ناحية أخرى لتأجيل المعركة القادمة لتحرير الجزيرة السورية، بحال استنفدت الدولة السورية فرص تحريرها عبر التسوية والتفاوض. بالتوازي يتماهى نظام أردوغان مع مخططات مشغليه في البيت الأبيض، ويعمد لتكريس منطقة خفض التصعيد بإدلب كبؤرة إرهابية دائمة، يستحيل مع استمرار وجودها أي حل سياسي، فيعزز ارتباطاته العضوية مع إرهابيي النصرة، ويضاعف حجم الدعم التركي لهم، لمواصلة خروقاتهم، وتقوية تحصيناتهم لمواجهة الجيش العربي السوري في المرحلة القادمة، لأنه انقلب فعليا على كل تعهداته إزاء اتفاق سوتشي بشأن ادلب، ويمهد أيضا للانقلاب على تفاهمات آستنة، كي يعطي لترامب وأتباعه في الغرب الاستعماري الحجة لإعادة إحياء مسار جنيف المفصل على مقاس الأطماع الصهيو-أميركية والغربية. رعاة الإرهاب يرفعون وتيرة سعارهم في كل الاتجاهات، على أمل تنفيذ مشروعهم العدواني، ولكن النتائج على الأرض تشير حتى الآن إلى أن السوريين هم من سيفرض كلمة الفصل في النهاية. |
|