|
نافذة على حدث لجهة أنه من المواضيع التي تهم جميع دول العالم وشعوبه وليس طرفاً بعينه، إلا أنه أصبح فيما بعد قضية شائكة يتم تسييسها بحسب الأهواء السياسية للدول الاستعمارية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية. والعاشر من كانون الأول في كل عام هو يوم حقوق الإنسان العالمي، ومناسبة تتبارى فيها الحكومات بمختلف اتجاهاتها ومشاربها السياسية بالحديث عما حققته في مجال حقوق الإنسان لشعوبها والشعوب الأخرى، حيث تكثر الندوات الفكرية والمؤتمرات السياسية لمناقشة هذا الموضوع ومبادئه ومستجداته. وتعد النسخة الثانية من منتدى حقوق الإنسان «جنوب..جنوب» الذي تشارك فيه سورية وأكثر من 80 دولة، والذي عقد في العاصمة الصينية بكين منصة دولية مهمة لتصويب السياسات التي شابها الكثير من اللغط، فيما يخص التعامل مع قضايا الإنسان بكل تفرعاتها في جميع أنحاء العالم، من دون تمييز أو ازدواجية في المعايير، على أمل أن يعود الزخم السياسي والقانوني للإعلان العالمي لحقوق الإنسان كما كان عند إعلانه قبل واحد وسبعين عاماً. وفي هذا التباين السياسي العالمي تبرز للعلن سياسات واشنطن ومن معها ممن يرفعون زوراً وبهتاناً شعارات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، حيث أصبح القاصي والداني يعرف أن واشنطن وباريس ولندن ومن على شاكلتها، لم تكن يوماً من الأيام مناصرة للإنسان وحقوقه، بل إنها انتهكت هذه الحقوق في عقر دارها قبل دار الآخرين، حيث أصبحت العنصرية سيدة الموقف اليوم في الشوارع الأميركية والأوروبية، وراحت الشعبوية تنتشر مثل النار في هشيم المجتمعات الغربية، نتيجة للسياسات العنصرية المتطرفة التي ينتهجها الكثير من ساسة الغرب ومسؤوليه، وترامب أنموذجاً. أما في الساحات الخارجية ومنها منطقتنا، فقد تنكرت الإدارات الأميركية والحكومات الأوروبية المتعاقبة بثوب الإنسانية، وراحت تستثمر في الإرهاب والتطرف لتحقيق سياساتها العدوانية ضد مجتمعاتنا ودولنا ضاربة عرض الحائط بجميع القوانين الدولية، ومبادئ حقوق الإنسان التي تجرم التدخل في شؤون الآخرين تحت أي مسمى. |
|