تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الفاشية .. والرؤوس الحامية

البقعة الساخنة
السبت 10-3-2012
علي نصر الله

على الرغم من أن لحركة المبعوثين الدوليين والاقليميين دلالات سياسية تؤشر الى تعرف بعض الأطراف على بعض الحقائق التي لا يمكن القفز فوقها ، فإن أطرافا أخرى ما زالت تحلم بأن تصل الأمور الى نهاياتها ولم تتعلم شيئا من هذا الدرس الطويل

ربما لأنها لا تفهم ، وربما لأنها لا تريد أن تفهم بسبب من الحقد الأعمى غير المبرر الذي يسيطر عليها ، وربما لأنها تعتقد أن بمقدور المال أن يصنع المستحيلات !.‏

هذه الأطراف الحاقدة التي تساوي محصلة تجاربها وخبراتها السياسية الصفر في حسابات الدول والحسابات الاستراتيجية ما زالت تعتقد أن ردم البحر ( الخليج ) واقامة منشأة فندقية تمارس فيها العهر يساوي أو يفوق أي عمل سياسي ، وربما اعتقدت أن من شأن قدرة المال مع الاستقواء بأميركا واسرائيل أن يجعلها دولة بحجم روسيا ؟!.‏

كل أشكال الأداء السياسي الخليجي الحاقد تؤشر الى هذه المستويات من الغباء والطفولة السياسية ،والا فإن أحدا لا يمكنه العثور على تفسير للحملات الاعلامية التي ذهبت الى حدود مهاجمة روسيا والتشكيك بنزاهة انتخاباتها الرئاسية في الوقت الذي لم تتعرف فيه امارات وممالك الخليج على الصندوق الانتخابي !!.‏

غريب أمر الرؤوس الحامية في الخليج .. تهاجم روسيا وتعتقد أنه بمقدورها أن تكون ندا لها في الوقت الذي ابتلعت الدول العظمى - التي يفترض بها أن تشكل ندا لها - ألسنتها أو أكل القط هذه الألسنة ، غريب أمر الرؤوس الفارغة التي تنتقد موسكو وتسخر من موقفها السياسي الرافض لمشروع القرار الأميركي ضد سورية ومن وصفها له بغير المتوازن وغير المقبول في الوقت الذي يقترب فيه الأنداد من التسليم بحتمية نشوء معادلات وتوازنات دولية جديدة ستضع – أو هي تضع في هذه الأثناء – حدا للفاشية الدولية التي تقودها واشنطن .‏

يجب أن يتعلم الخليجيون أبجديات السياسة ، آن لهم أن يتعلموا ، وينبغي عليهم أن يتعرفوا الى حجومهم الطبيعية كي يصونوا مستقبل أوطانهم ، ويجب أن يغيروا لهجتهم ووجهتهم كي يكونوا جزءا فاعلا من الأسرة الدولية لا جزءا مفعولا به ، ويجب عليهم أن يفهموا بأن روسيا بموقفها وأدائها السياسي انما تحمي العالم من الفاشية ، وتحاول أن تحميكم معشر الخليجيين من أنفسكم !!.‏

ليس غريبا أن تعجز مشيخات الخليج عن فهم الايحاءات التي تستعرض روسيا من خلالها القوة التي تمتلكها ، هم لا يفهمون أن استعراض القوة ( والعضلات ) هو بحد ذاته قوة ردع من شأنها أن تبرد الرؤوس الحامية ، هم لا يفهمون وغير مؤهلين للفهم لأنهم يستقوون بعضلات غيرهم على الدوام بسبب من غبائهم الذي جعلهم بلا عضلات أو أنياب !!.‏

لن يفيدكم اليوم أي شيء ، حتى العودة باتت غير متاحة ، ستذهب أحقادكم والمسارات التي وضعتم أنفسكم فيها بأموالكم وعروشكم ، ولن يقبل الأخوة في الحجاز وشبه الجزيرة العربية بعد اليوم بكم تحت أي مسمى ... انتظروا .. عليكم الانتظار فقط ..‏

ali.na_66@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية