|
تقارير
السؤال الذي يفرض نفسه هل تستفيد سورية وتستثمر موقعها الجغرافي بشكل جيد ؟ إذا وضعنا ما يتعلق بالنقل البحري جانباً يمكننا القول: إن واقع مرفأي طرطوس واللاذقية ما زال دون المستوى المطلوب وبالتالي فإنها لم تستثمر موقعها لهذا السبب وغيره كما يجب رغم الأموال الضخمة التي وظّفت في هذين المرفأين على مدى العقود الأربعة الماضية!! مشاريع تطوير متعثرة نبدأ من فشل أو تعثر مشاريع تطوير المرفأ التي مضى على إقرارها في خططه السنوية منذ 2002 وما زالت حتى الآن بدون تنفيذ رغم أهميتها ورغم الحاجة الماسة إليها لمواكبة تطور الحركة الملاحية المستمرة وحركة الترانزيت المنتظرة إلى العراق الشقيق.. ورغم الدراسات التي تم القيام بها .. والمبالغ التي أنفقت عليها.. والتصريحات التي رافقتها وتبعتها !! وهذه المشاريع هي : توسيع المرفأ شمالاً أو غرباً.. وتعميق أحواضه لاستقبال السفن ذات الحمولات الكبيرة حيث إن أكبر عمق في المرفأ لا يتجاوز /13/ متراً بينما تصل أعماق مرفأ طرابلس بلبنان إلى /16/ متراً وهكذا المرافئ المجاورة الأخرى.. وإنشاء رصيفين جديدين الأول بطول /470/متراً وعمق من/11-15/متراً والثاني بطول /266/متراً وعمق /11/ متراً وهذان الرصيفان تم التعاقد على دراستهما مع جامعة تشرين منذ عام 2001 وقد رافق الإعلان عنهما على نظام (BOT) ومن ثم محاولة تنفيذهما من قبل بعض شركات القطاع العام الإنشائي تخبطاً واضحاً وأسراراً تعكس عدم الحرص على المصلحة العامة.. المهم حتى تاريخه لم يتم التعاقد عليهما.. ومدخل شمالي جديد مع طريق ،
وقد ألغي هذا المشروع كما قيل لنا بعد التعاقد على دراسته مع مكتب خاص وصرف أموال عليه.. وإنشاء صومعة حبوب جديدة.. ومبنى متعدد الأغراض يضم نافذة واحدة ومخبراً مركزياً للتحاليل ومكاتب استثمار وأتمتة كامل أعمال الشركة من خلال شبكة حاسوبية تمتد على مساحة المرفأ ، وترتبط مع شبكة الجمارك والجهات العامة الأخرى ، وهذا المشروع الذي تم التعاقد عليه منذ سنوات عديدة مع الأكاديمية البحرية في مصر ما زال متعثراً ونتيجة هذا التعثر أو الفشل وبسبب عدم وجود إدارة الكترونية متكاملة فإن معدل تخليص بضاعة الباخرة الواحدة في مرفأ طرطوس يصل لأكثر من أسبوع بينما لا يتجاوز هذا المعدل اليوم الواحد في المرافئ المتقدمة التي تضم إدارة الكترونية متكاملة وأعتقد أن التدقيق الموضوعي بأسباب عدم تنفيذ تلك المشاريع حتى تاريخه سيؤدي بمن يدقق إلى نتيجة تؤكد أن الكثير من الأسباب ذاتية أكثر منها موضوعية ! كما تؤكد أن آليات العمل والمتابعة من الجهات المعنية والمشرفة كانت سيئة وغير منتجة وارتجالية !! واقع سيىء للآليات والروافع وإذا أردنا أن ننتقل إلى تشخيص المشكلات الأخرى في هذا المرفق الحيوي والتي تحتاج إلى معالجات جذرية ( وغير ترقيعية ) من إدارته الجديدة التي لم يمض على تسلمها سوى /55/ يوماً نشير إلى مشكلة الآليات والروافع وقدمها وسوء استثمارها وتعطل الكثير منها وعدم تشغيل بعضها حتى الآن ( /5/ روافع ) رغم توريدها منذ نحو السنتين ورغم المبالغ المالية التي صرفتها الدولة عليها بالقطع الاجنبي وذلك بسبب مشاكل فنية وعدم القدرة على تركيبها.. وفي هذا المجال فإن شكاوى أصحاب البضائع والوكلاء البحريين والمخلصين الجمركيين على واقع الآليات والروافع أكبر من أن تعد أو تحصى.. وسبق وكتبنا عن بعض تلك الشكاوى في أعداد سابقة ولا داعي للتفصيل فيها الآن حيث فصلنا فيها في عدد الثورة رقم /14689/ الصادر بتاريخ 17/11/2011 في تحقيق نشرناه تحت عنوان آليات وروافع مرفأ طرطوس قديمة ومعطلة سوء النظافة ·ومشكلة سوء النظافة للأرصفة والساحات والمستودعات والشوارع وتراكم الأوساخ في بعض الأماكن.. ووجود الكثير من الجور الفنية المنخفضة أو المرتفعة في شوارع المرفأ إضافة للحفر.. وعدم وجود دورات مياه كافية وتخريب وتكسير الكثير من الموجود منها ما يؤدي إلى مناظر مزعجة وواقع بيئي سيىء ويبدو أن الإدارة الجديدة وضعت هذه المشكلة في أولوياتها وبدأت بمتابعتها أولاً بأول حيث علمنا أنها رحّلت نحو /150/ شاحنة من الأوساخ المتراكمة في الساحة المجاورة لسور المنطقة الحرة .. وقامت عبر ورشاتها بإصلاح الكثير من الجور والحفريات وبتنظيف الساحات والمستودعات وتعمل على إصلاح أبواب المستودعات المخلوعة أو المهترئة ونأمل أن تنجح في هذا العمل وأن يكون له طابع الاستمرارية وطابع المتابعة الجدية وصولاً إلى مرفأ نظيف وأنيق كما هو الحال في المرافئ المتطورة . العمال العرضيون ومشكلة العمال العرضيين أو ما يسمى عمال المؤازرة البالغ عددهم /1811/ عاملاً فهؤلاء يعملون منذ سنة 2003 وما بعدها بموجب بطاقات عمل وبات لديهم خبرة كبيرة في تناول البضائع وتفريغ وتحميل السفن والشاحنات.. وبدل رعايتهم والعمل على تحسين أوضاعهم وأجورهم تم تخفيض الأجر المتحول لهم عام 2010.. ولم يتم تثبيت أي منهم أو التعاقد معهم لا سيما على الشواغر الموجودة في المرفأ نتيجة تقاعد أو وفاة الكثير من عمال الإنتاج على مدى السنوات العشر الماضية ونعتقد بضرورة معالجة أوضاع هؤلاء العمال الذين لا يمكن الاستغناء عنهم.. وتسعى الإدارة الجديدة لتعيين الكثير منهم في الشواغر الموجودة لديها. ضعف التدريب ومشكلة ضعف التأهيل والتدريب المستمرين لكوادر المرفأ الفنية والإدارية والحقوقية والالكترونية حيث نسمع دائماً شكاوى عن قلة الكوادر المؤهلة ونرى أن هذه المشكلة في غاية الخطورة وعلى الإدارة الجديدة وضع الخطط والبرامج اللازمة للتخلص منها تباعاً . حجز البواخر ومشكلة كثرة الحجوزات التعسفية ذات الخلفيات غير النظيفة للبواخر التي تؤم المرفأ ما يجعل شركات النقل البحري وأصحاب البواخر يحسبون ألف حساب قبل القبول بشحن البضائع إلى المرفأ حتى أن الوكلاء البحريين يؤكدون أن أجور النقل إلى مرفأ طرطوس واللاذقية تزيد كثيراً عن غيرها لهذا السبب وغيره. عدم تفعيل المنفذ الحدودي قضية المنفذ الحدودي وعدم تفعيله في السنوات السابقة بالشكل الصحيح علماً أن مدير عام المرفأ هو مدير المنفذ الذي يضم ممثلين عن كافة الجهات العامة أو الخاصة العاملة في المرفأ أو المتعاملة معه ومن خلال اجتماعات هذا المنفذ يمكن معالجة الكثير من المشكلات والتنسيق بشأن كل القضايا التي يعاني منها المرفأ.. وعلمنا أن المدير العام السابق الذي كلف بإدارة المرفأ لعدة أشهر عمل على تفعيل دور المنفذ الحدودي وكان يترأس اجتماعات دورية له ونأمل أن تستمر الإدارة الجديدة بذلك لما فيه خير ومصلحة المرفأ والعمل فيه. المخبر المركزي وقضية المخبر المركزي الذي تم إنشاؤه داخل المرفأ وتوريد تجهيزات عديدة له على مدى السنوات الثماني الماضية وكلفت خزينة الدولة عشرات أو مئات الملايين ورغم التقدم في مجال استثمار هذه التجهيزات فإن تشغيل المخبر بطاقته الكاملة فلم يتم لتاريخه لأسباب مختلفة نأمل دراستها ومعالجتها بالتنسيق فيما بين المرفأ والجمارك والزراعة والاقتصاد كما نأمل الإسراع في تأهيل الكادر كماً ونوعاً لتشغيل تلك التجهيزات بدقة وأخلاق بعيداً عن الخلل والفساد الذي ينعكس سلباً على صحتنا وموارد خزينتنا وبيئتنا. التنقل داخل المرفأ ومشكلة الدخول إلى الحرم المرفئي والتنقل داخله توجد معاناة في هذا المجال إذ لا يسمح للسيارات السياحية الخاصة بالدخول إلا ضمن شروط محددة وبنفس الوقت لا توجد وسائط نقل جماعية لنقل العاملين بين المدخل والساحات والأرصفة ما يضطر الكثير من العاملين لقطع مسافات كبيرة مشياً على الأقدام في كافة الظروف الجوية الصعبة ( في الحر والقر ) سواء للدخول إلى أماكن عملهم أو العودة منها أو عند رغبتهم بشراء بعض الحاجيات كالطعام وغيره لا سيما وأن الندوة العمالية في المرفأ مغلقة منذ عدة سنوات وعجزت الإدارة عن استثمارها لوجود خلافات مع أحد المستثمرين !! الابتزاز والرشا والقضية المزمنة التي نتوقف عندها وتحتاج إلى معالجة سريعة وجذرية من الإدارة الجديدة قبل غيرها.. قضية ( الابتزاز والرشا والفساد ) التي يمارسها الكثير من العاملين في المرفأ والجهات العاملة الأخرى فيه.. وسبق وشخصت وزارة النقل منتصف 2009 كل المشكلات المتعلقة بهذه القضية بناء على شكاوى أصحاب بضائع الترانزيت ورفعت مذكرة إلى الجهات العاملة تضمنت الكلف المنظورة وغير المنظورة التي أدت وتؤدي إلى تراجع تجارة الترانزيت وورد في تلك المذكرة التي نشرناها سابقاً أن المشكلات يتعلق قسم منها بالرسوم والبدلات المرفئية وقسم منها بتعقيد الإجراءات وطولها.. وقسم منها بعدد التوقفات المطلوبة من الشاحنات العراقية على الطريق بين المرفأ والحدود العراقية.. وبكثرة الجهات التي تتعامل معها.. وبالابتزاز الذي يتعرض له سائقوها بدءاً من الحدود مروراً بالطريق ومكتب نقل البضائع وليس انتهاء بداخل المرفأ من كوادر المرفأ والجمارك وغيرهم.. ونعتقد أن الكثير من حالات الخلل والفساد والابتزاز ما زالت قائمة بسبب ضعف المعالجات الوقائية والعلاجية التي تمت منذ ذلك الحين وحتى الآن وما نتمناه أن تعود الإدارة الجديدة للمرفأ ووزير النقل الحالي لتلك الدراسة ومن ثم وضع الخطط والبرامج الكفيلة بمعالجة كل أنواع الخلل المذكورة فيها. ·وهناك مشكلات أخرى تتعلق بالإرشاد والقواطر والمكسر وقناة الدخول ومحطة الحاويات يكون لنا وقفات قادمة معها. أخيراً ما ورد آنفاً يشكل معظم القضايا والمشكلات التي يعاني منها مرفأ طرطوس منذ زمن ليس بالقليل .. وأردنا الحديث عنها اليوم من جديد لنضعها بتصرف السيد علي حسن المدير العام الجديد الذي ننتظر منه دراستها بدقة وسرعة ومن ثم وضع برامج زمنية محددة لمعالجتها .. |
|