|
استراحة ولكن واقع الحال يقول إنه حيثما تنتهي المجاملة يبدأ النفاق. والمجاملة وسيلة يستخدمها كثيرون لجذب الناس أو قد تكون سبيلاً لإرضاء الطرف الآخر، نعيشها اليوم بشكل متزايد مع تزايد تعقيدات الحياة، فتجد هذا الأسلوب يستخدم بشكل لا إرادي بين الأهل والأصحاب، يقوم باتباعه كثيرون من خلال نسجهم لكلمات عذبة بهدف البعد عن المصارحة أو حتى الكلمات المباشرة. ويرى بعضهم أن المجاملة سلوك يتّبعه الإنسان لغاية اجتماعية، القصد منها التودد والتقرب وإظهار الألفة أحياناً، وقد تكون الغاية منها أحياناً لغاية أخرى. ويعتبره بعضهم «المجاملة» هو سلوك انتهازي أقرب إلى النفاق، أي إظهار عكس ما نبطن أو نضمر للآخر بقصد تحقيق مكاسب معينة، وهو سلوك دنيء لأنه يتطلب من صاحبه أن يكون قادراً على الكذب والرياء لغايات معينة. ويؤكد خبراء السلوك أن ثمة خيطاً رفيعاً بين النفاق والمجاملة ،والضابط في ذلك أن المجاملة لا تندرج تحت إطار النفاق الاجتماعي إلا إذا زادت عن حدها. في حين أنها يمكن أن تحقق فوائد جمة، منها اكتساب أصدقاء جدد، وتوطيد العلاقات الاجتماعية وزيادتها وإدخال البهجة والسرور إلى الآخرين ،وغالبا ما يقوم بعضهم بالمجاملة من أجل التودد والتقرب للآخرين. ومن المفترض أن تكون المجاملة الإيجابية موضوعية، وأن تتبعها النية الصادقة، السليمة من أجل إكمال فرحة الآخرين. وهناك إشارات واضحة يستوحى من خلالها إن كان الشخص الذي يحدثه يجامله، فالإكثار من المديح الزائد عن شيء لا يستحق المديح أصلاً، واختيار كلمات منمقة جديدة غير معتاد عليها هذا الشخص يكشف عن نفاق واضح. وعلى من يكتشف أن الآخر يجامل بدرجة منافق، عليه أن يوصل إليه فكرة أنه اكتشف أنه يجامله، وأن يجعله يعيد تقييم الوضع لكي يتحدث دون مجاملة،وأن يوضح له أن نظام الحياة في وقتنا الحالي تغير ولم يعد بحاجة للمجاملة والنفاق. |
|