تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كيف .. نصادق «فلذات أكبادنا»

مجتمع
السبت 10-3-2012
أنيسة أبو غليون

ما أجمل الصداقة في حياة كل إنسان، فالصداقة علاقة إنسانية نبيلة ونقية وبناءة وثرية بالمشاعر الرقيقة والمحبة الخالصة، وكلما مرت الأيام والسنوات على علاقة الصداقة كلما زادت عمقاً وأصالة وقوة.

‏‏

لذلك فإن أمتن الصداقات هي التي تنمو أيام الطفولة، فالصداقة في السنوات الأولى من العمر تحكمها البراءة في التعامل التلقائي والميل الطبيعي لأنها تقوم بسبب الاشتراك في لعبة أو الإحساس بالحرية في التعبير والتعامل أو بسبب القرابة أو الصداقة بين الأسرتين.‏‏

وغالباً ما تدوم وتقوى تلك الصداقة التي تقوم خلال السنوات الأولى من العمر، وتصبح هي الصداقات الحقيقية التي يكبر بها الشخص، لذلك فمن المهم أن يحرص الآباء على أن يتيحوا الفرصة لكي يعقد أبناؤهم الصداقات الجميلة مع الأصدقاء.‏‏

تبعده عن الأمراض النفسية‏‏

يرى علماء النفس أن الصداقة تساعد الطفل على النمو النفسي والحركي والاجتماعي، كما أنها تعمل على تنمية شخصيته، فالصداقة تبعد الطفل عن العزلة، فالعزلة خطيرة لأنها تحول الطفل إلى شخصية ضعيفة هشة معرضة للإصابة بأمراض الفصام التي هي نتيجة للخوف وعدم الثقة بالنفس، وأيضاً تتغلب الصداقة على الخجل والجبن والخوف الاجتماعي، وزيادة على ذلك فهي تساعد الطفل في التغلب على مشكلات الكلام، والملاحظ أيضاً أنها تفرغ الشحنات الزائدة عند الطفل من الطاقة وذلك عند القيام باللعب وممارسة الهوايات، وبالتالي فإنها تخفف من العنف والرغبة في التدمير ما يساعد الطفل على التركيز في الأمور المهمة الأخرى مثل مذاكرة الدروس، فبكل المقاييس تعمل الصداقة على إعفاء الطفل من الكثير من المتاعب والأمراض النفسية وخصوصاً أنها تكبر مع الطفل إلى أن تصبح عقدة يحتاج إلى سنوات طويلة لكي تعالج.‏‏

تطوير المقاييس الأخلاقية‏‏

لأن علاقات الصداقة اختيارية فهي مبنية على الثقة والتسامح والمشاركة في الأسرار والاهتمام المتبادل، والصداقة تعلم الطفل معنى التعاون والعمل الجماعي، وفي نفس الوقت تنمي روح المنافسة الإيجابية، وتشجع على التقدم والتحسن، كما أن للصداقة دوراً محورياً في حياة الطفل فهي تقوي شخصيته، وتساعده على تطوير المقاييس الأخلاقية لديه مثل معاني المساواة والعدل والتعاون والمشاركة، أيضاً تعلمه صداقة الأسلوب الأمثل، ويجد الطفل في الصديق شخصاً قريباً إلى نفسه يمكنه أن يلعب معه ويتحاور معه على مستوى واحد بالإضافة إلى أن الصداقة تحرر الطفل من الأنانية وتعلمه التسامح والمصالحة مع الآخرين.‏‏

دور الأهل‏‏

من المهم أن يشجع الوالدان الطفل على عقد صداقات مع من حولهم من الأقارب والمعارف والأصدقاء، وذلك حتى يكونوا مطمئنين إلى نوعية تلك الصداقات، فتقارب السن بين الأطفال مهم، بحيث لا يتعدى فارق العمر عن السنتين وإلا تعرضت الصداقة الجديدة لجوانب سلبية، إذ إن سيطرة الكبير على الصغير تجعل من الصغير شخصية تبعية تعاني من بعض السلبيات، ومن المهم تشجيع الطفل على الاشتراك في الأنشطة الجماعية.‏‏

واصطحاب الطفل إلى النوادي والحدائق العامة، والاهتمام بالتعرف على صديق الابن وعلى والديه، وإذا لاحظ الوالدان أي جوانب سلبية لهذه الصداقة فيجب مصارحة الطفل والتفاهم وكذلك إقناعه، ويجب عليهم مراقبة خط سير علاقة الصداقة مع ترك الحرية للطفل لكي يختار صديقه، ولابد من الاطمئنان على حسن اختيار الطفل لأصدقائه.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية