|
حديث الناس وحسب إحصائية دقيقة أجريت مؤخرا في الدول النامية و أكدت أن الحوادث المرورية تشكل السبب الرئيس للوفاة, وإن نسبة 47% من تلك الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية كانت بسبب عدم استخدام الركاب وسائقي المركبات والآليات فيها لأحزمة الأمان وأيضا عدم التزامهم بقواعد وأنظمة المرور المطبقة في تلك الدول. وحتما نحن في سورية لسنا بمعزل عما يجري في هذا العالم .. وخاصة الدول النامية التي ننتمي إليها .. وهكذا نستطيع القول :إن الحوادث المرورية باتت تشكل رعبا حقيقيا لدى المواطنين الذين يتنقلون من والى مناطق سكناهم ولاسيما بين المحافظات والمناطق النائية في ظل سماع ومشاهدة بعض الحوادث المرورية الكارثية عبر وسائل الإعلام المختلفة..ولسنا هنا بصدد تعدادها ولا إحصاء المصابين فيها من قتلى وجرحى لأنه يمكن وبالعودة إلى ما تنشره وزارة الداخلية من إحصائيات دورية كاف لإعطاء المؤشر الحقيقي عن خطورة هذه الظاهرة. وإنما غايتنا الأساسية هنا التركيز على ما يسمى التوعية المرورية والتنبه إلى حاجة باتت ملحة وضرورية للحد من الحوادث المرورية المفجعة, وتوفير العوامل الوقائية اللازمة والتخفيف من الآثار السلبية التي تتركها هذه الحوادث على حياة الأفراد في المجتمع بمختلف شرائحهم. إذاً نحن اليوم أمام مسؤوليات تتعلق بمدى توفير التوعية المرورية أولا وضرورة إدخالها ضمن منهاج تربوي محدد لتصويب سلوك الفرد ثانياً الذي هو بالنتيجة يشكل جزءا من سلوك المجتمع في إطاره العام وتلك مسؤولية تقع على عاتق الجهات المختصة بمدى توفير تلك الثقافة والوسائل الكفيلة لإنجاحها وانتشارها على مختلف المستويات..! وانطلاقا من هنا فإن الحوادث المرورية تتعلق بعناصر ثلاثة رئيسة أولها الإنسان أو الفرد الذي يقود المركبة, ودرجة وعيه وإدراكه لأنظمة وقواعد المرور.. وثانيا ( جاهزية المركبة ووضعها الفني... وأخيرا عامل الطريق ومدى توفر المواصفة القياسية العالمية فيه ..! تلك العناصر الاسياسة التي عند توفرها مجتمعة يمكن التغلب على الحوادث المرورية والكوارث الناجمة عنها والتي تحصد سنويا (مئات الضحايا) ..! ولكن بالعودة إلى واقعية العناصر المشار إليها أعلاه يمكن تحديد مستوى المخاطر التي تنتظرنا..! وخاصة إذا علمنا أن معظم طرقاتنا الرئيسية تفتقر إلى الحد الأدنى من المواصفات العالمية سواء من حيث التنفيذ أم من جهة المقاييس المطلوبة ..! وللأسف أنه ورغم تخصيص الحكومة لمئات الملايين من الليرات السورية سنويا لتنفيذ وصيانة الشبكات الطرقية في سورية إلا أننا نجد أفضلها لا يخلو من الحفر والمطبات التي تخطف الأرواح هنا وهناك بقي أن نؤكد أخيرا على أهمية إيجاد برنامج تربوي يعتمد ضمن مناهج التعليم الأساسي يهدف إلى تكوين وعي مروري والتعرف من خلاله على مشكلات المرور وأثرها في سلامة وصحة المواطن الفرد, وتعويده على إتقان ممارسة السلوك السليم لقواعد المرور وقوانين السير, بأسلوب محبب ومشوق فهل تتكامل لدينا تلك العناصر المشار إليها أكثر مما هي عليه اليوم a-sabour@scs.net.org ">..?! a-sabour@scs.net.org |
|