|
الصفحة الاخيرة أيمن زيدان تجاوز كونه ممثلا مميزا إلى تقديم تجارب فنية ليس كممثل فقط وإنما كمدير شركة وكصاحب شركة فتحت تلك التجارب آفاقا جديدة للعمل الفني. في تجاربه هذا العام يقدم نموذجين كوميديين إضافة إلى عمل تاريخي عاد إليه بعد انقطاع طويل عن هذه الأدوار, والجميل أن يقف هذه المرة بإدارة حاتم علي ليؤكد الطرفان أن تقديم الفن الجميل ذي المستوى العالي هو هدف الفنان الحقيقي. أيمن زيدان يمتلك دائما أدوات الشخصية التي يقدمها, يعرف اللحظة الدرامية ويحس بها ويدركها ثم يترجم ذلك كله أداء رفيع المستوى. هو هكذا في: أنا وأربع بنات, وجوز الست, وكذلك في ملوك الطوائف. أتأمل أيمن زيدان على الشاشة: فنانا يمتلك الموهبة وقد صقلتها التجارب العديدة الناجحة عبر مسيرته الفنية,وهو مع ذلك يبحث دائما عن الجديد ليقدمه إما من حيث الشكل أو الموضوع ونقول عادة إن من يخطىء له أجر لكن أيمن له أجران دائما. وبحكم موقعه الإداري يتحمل أيمن أكثر من دور يلعبه أمام عدسة الكاميرا بقيادة هذا المخرج أو ذاك لأن العمل برمته هو خياره الفني منذ اللحظة الأولى,ولأنه فنان يمتلك ثقافة عالية في الفن وغيره, يستطيع أن يحكم مسبقا على النص الموجود بين يديه أي أن عوامل كثيرة تحكم هذا الفنان في خياراته الفنية,البعض رأى فيها ميزة لأيمن زيدان وهي إن كانت كذلك إلا أنها من البداية إلى النهاية مسؤولية كبيرة كان هو على قدرها باستمرار. الفن السوري يدين لهذا الفنان بالكثير من أجور الممثلين الذين أحترمهم كزملاء وصولا إلى الأنواع الفنية التي أطلقها وباتت اليوم تثير جدلا واسعا داخل الوسط الفني.وبعد هذا كله,يبحث الفنان باستمرار عن آليات عمل تعطي الفن السوري الاستقرار الضروري لتطويره, إنه نموذج الفنان الذي يتجاوز ما هو قائم إلى ما هو مأمول وتلك مهمة يعمل عليها منذ زمن طويل ولايزال. |
|