|
علوم و مجتمع إن الأحداث أوسع من استيعاب الذاكرة بين زوايا الوجود وبين ما يستبطنه تاريخ الفكر العربي والفلسفة اليونانية والفكر الأوروبي عن أوضاع المرأة التي استخدمت عقلها بأفضل مما استخدمه البعض من الرجال, ناضلت نضالاً إنسانياً قبل أن يكون جنسوياً وقضت في دروب الكفاح المرير في الشرق والغرب. - والشعب العربي هو أول شعب في العالم رفع كوكبة من النساء إلى سدة الحكم بدءاً من سميراميس وماري وجوليا دومنا وجوليا ماميا, وبلقيس وأروى وأليسار وكليوباترا وزنوبيا التي حققت أول وحدة في التاريخ بين سورية ومصر وشكلت امبراطورية الشرق ودفعت جذوة هذه الوحدة ثلة من رائدات العالم إلى تشكيل أول لجنة نسائية حكومية في العالم بزعامة (اليزابيت بلاكوبل) أول طبيبة بريطانية في العالم, و( غبريلا ميسترال) من أوائل الشاعرات من جنوب أمريكا وسوزان براون أنتوني من أمريكا سميت( بنابليون الحركة النسائية) وانضمت إلى هذه اللجنة فيما بعد رفيقة الزعيم غاندي الشاعرة ( ساروجيني تايدوا) زعيمة الحزب الوطني للسياسة وهي أول عبقرية ترأس حزباً سياسياً في العالم لمناهضة الصهيونية والعنصرية ونصرة المظلومين وإصلاح شأن الرجال قبل إصلاح شأن النساء ودافعت عن أفكار الرجال المحررين الذين جعلوا قول كلمة الحق معيار الرجولة ورمز السمو والتضحية والفداء ولأسباب تاريخية واجتماعية عميقة ( الفور) كرست ثقافة العنف في العالم امتدت إلى أيام الجاهلية الأولى حينما كان الرجل يفتخر بوأد الأنثى رمز التضحية لمحو العار, كما كانوا يعتقدون. وذلك الإرث جعل الرجل سيداً مطاعاً في المرتبة العليا والمرأة كائناً مطيعاً في المرتبة الدنيا, ما فرز ثقافة متحاملة على المرأة ومنحازة للرجل. ووضعت المرأة في عالم منفصل عنه رغم ما قدمته من تضحيات منذ أن وجدت الحياة على وجه الأرض. إقصاء المرأة - وتتابع الباحثة: إن الدليل لغياب العدل هو إقصاء المرأة عن مواقع سلطة القرار في العالم باستثناء دولة السويد. ولا يتجاوز عدد الوزيرات في العالم (355) وزيرة وعدد رئيسات مجالس الوزراء (6) رئىسات. وعدد رئىسات الدول (3), وحتى النساء اللواتي وصلن إلى مركز القرار لا يغيرن شيئاً جوهرياً بل ينفذن سياسة النظم القائمة وإن كل دول العالم أصبحت دولاً نامية في ظل نظام القطب الأوحد أمريكا وثقافة العنصرية والصهيونية أصحاب مبدأ تجهيل المرأة وتغييبها لدرجة أن ولاية (أتلانتا) في أمريكا وضعت برامج تعليمية تبث في جميع وسائل الإعلام للتوعية ضد العنف على النساء. قضايا هامة - فضلاً عما جاء في منشورات المنتدى الاقتصادي العالمي الأول من نوعه الذي انعقد بدمشق أيار /2005/ وبالرغم مما تم احرازه من تقدم, ما زالت المرأة أينما تولد لا تتمتع بما يتمتع به الرجل ولا سيما في قضايا هامة مثل: قضية الطلاق التي تهدد حياتها متى يشاء الرجل وما زال الطلاق سيفاً مشرعاً في وجهها وتبلغ نسبته /ثلثي/ نسبة الزواج حسب مدونة الأحوال المدنية. وتأتي قضية حرمان المرأة من حقها المشروع في الإرث في مقدمة هذه التحديات, ونسبة عمل المرأة المأجور في حدوده الدنيا. - هذا وأن الرجل هو الآخر ليس حراً فعوائق التنمية المتمثلة في النزاعات الحربية تعرقل المسيرة التنموية, ونصيب المرأة أكبر في هذا الخلل بحكم موقعها في الأسرة والمجتمع و ما تواجهه من قضايا معقدة. ومازالت الذهنية الذكورية تتحكم بكل شيء وعوائق الحروب والتفسيرات الدينية المتزمتة وعوائق العولمة المبنية على المصالح المادية والتي أعادت العالم إلى كهوف العصور الوسطى حيث يموت كل ثانية طفل في القارة الأفريقية على حد تعبير البروفسور ( جان زيبجلر) المفوض السامي للأمم المتحدة, عن حق الناس في الغذاء وذلك في كتابة الجديد الذي عنوانه ( امبراطورية العار آيلة إلى الانهيار) وكانت أبرز محاوره:- نظام العالم الجديد قاتل. - سادة العالم النهابون المرتزقة العنجرة المارقون ( العنف - الفقر- العنصرية). - ( الموت جوعاً ليس قضاء وقدراً بل وراءه مجرم يجب كسر يده). - ( كل طفل يموت في أرجاء المعمورة هو ضحية نظام الهيكل العولمي ) -- ويضيف في كتابه: إن السياسات التجارية الجائرة ترسخ أنواعاً فاحشة من اللامساواة وإن الجيل الحالي من قادة العالم أفلح في السماح بإفشال الأهداف الإنمائية وفي تسمية هذا العام (بعام الفقر العالمي) وقال: لا أدري كيف يسمي العالم الإسلامي نفسه مسلماً ومن جانب آخر يتنافس للارتماء بأحضان جورج بوش ويتآمر على من بقي صامداً في الميدان).. - وتستشهد الباحثة بقول آخر: للعالم المصري محمد شريف بسيوني المشارك في إعداد تقارير الأمم المتحدة الإنمائية بأن سياسة القوة هي كل شيء وفي كل شيء ومحال أن نتمكن من تطوير التنمية وحمامات الدم تجري في الدول النامية وما تفرزه من عوائق وقيود ستظل تحاصر الإنسان مالم تتضافر القوى الخيرة في العالم لمواجهة التحديات ورسم السياسات الوطنية واتخاذ القرار رجلاً وامرأة على السواء. تلبية لما قدمته الحضارة العربية والإسلامية من مبادىء عادلة. حقوق الإنسان وتضيف الباحثة أنه عند رصد واقع حال اتفاقيات حقوق الإنسان نراها ما زالت عاجزة عن رفع الحيف عن الإنسان في زمن تعلو فيه مطالبة الدول العظمى بتولي المرأة مواقع سلطة القرار بنسبة 50% وظاهرياً إذ لا تحصل المرأة العاملة في أمريكا على الأجر المتساوي للعمل المتساوي. وتتساءل الباحثة: لماذا لا تنصف المرأة في بلادهم, بينما المرأة العربية متساوية مع الرجل إذ تحصل على الأجر المتساوي للعمل المتساوي. وإن هذا يشكل الركيزة الأساس لإنطلاقة المرأة العربية وتعزيز ثقتها بنفسها. و لذا أصبحت مجدداً عضو القيادة القطرية ومثلت في اللجنة المركزية, واختيرت (3) رائدات من بين ألف امرأة لنيل جائزة السلام.وساهمت في الخطط التنموية. وتأسيس الهيئات التطوعية والجمعيات الخيرية البالغة في سورية (650) جمعية منها (52) جمعية اجتماعية وواحدة تنموية. وفي الختام : تشير إلى أن الهيئات التطوعية يجب أن تضع في مقدمة أولوياتها مهمة التوعية بالقيم الأسرية والأخلاقية. - وعلى المرأة نفسها أن تغرس في أبنائها مفاهيم وقيم السلام والمساواة وضروة تبديدسياسة التمييز ضد نفسها من خلال تمييزها لولدها الذكر عن شقيقته. ولا بد من اجتثاث آفة الأمية من جذورها في الوطن العربي كأولوية في عصر التفجر العلمي والثورة المعلوماتية وعلوم الحاسوب في زمن زاخر بالمتناقضات |
|