|
واشنطن ونتيجة للوضع غير المستقر في العراق والفاتورة الباهظة التي يسددها الشعب الأميركي هناك, إضافة الى التراجع الكبير في الاقتصاد والصعوبات التي يعاني منها والتي تثير استياء الأميركيين بشكل لافت, يبدو أن الرئيس الأميركي جورج بوش يواجه خريفاً صعباً حيث تشير الاستطلاعات الى تدني شعبيته وبلوغها مستويات غير مسبوقة بات من المؤكد أنها تسير من سيئ إلى أسوأ. وفي هذا السياق أكد مركز الأبحاث »بيو ريسيرتش سنتر« أن أسهم بوش في استطلاعات الرأي تتجه الى الأسوأ مشيراً الى أنها بلغت أدنى مستوياتها في حين بقي 29 بالمئة فقط من الأميركيين يؤيدون سياساته ويعبرون عن الرضا تجاهها. وافاد استطلاع وول ستريت جورنال وان بي سي ان غالبية الاميركيين (51%) باتت تعتبر ان اطاحة النظام العراقي لا تبرر التكلفة البشرية والمالية للحرب. ويدعم هذه الارقام استطلاع مركز بيو الذي افاد ان 50% من الاشخاص الذين شملهم يدينون قرار شن الحرب, مقابل 44% في ايلول. ولهجة الانتصار التي عبر عنها جورج بوش في الاسابيع التي تلت سقوط بغداد -خصوصا مداخلته وهو في لباس طيار على متن حاملة طائرات- تركت المكان لعمليات تتعلق بالعلاقات العامة لا تبدو مجدية. والمؤتمر عبر الفيديو الذي نظم الخميس بين الرئيس الاميركي في البيت الابيض ومجموعة من الجنود الاميركيين والعراقيين في الميدان تعرض لانتقادات حادة من قبل وسائل الاعلام الاميركية التي استاءت من واقع ان مستشاري البنتاغون كانوا يهمسون للجنود بالاجوبة. الا ان اي رفض لمسودة الدستور قد يوجه ضربة قاضية الى الاستراتيجية الاميركية في حين يظهر استطلاع مركز بيو ان هناك عددا كبيرا من الاميركيين (48%) يرغبون في مغادرة جنودهم العراق في اقرب وقت ممكن بدلا من بقائهم حتى استقرار الوضع في هذا البلد . وما يزيد الطين بلة التحقيقات القضائية التي تستهدف وجوهاً بارزة في الحزب الجمهوري مثل رئيس الكتلة البرلمانية في مجلس النواب توم ديلاي او الادارة بكاملها والتي تنهال على بوش. فقد استمع المدعي العام الخاص المكلف التحقيق في تسريب اعضاء في اوساطه الرئاسية اسم عميل في اجهزة الاستخبارات الاميركية الى الصحافة, لاقوال كبير مستشاريه السياسيين كارل روف. ومن المفترض ان ينهي هذا المدعي العام تحقيقه بحلول 28 تشرين الاول. وقد تعهد بوش باستقالة اي عضو في ادارته يتبين انه وراء التسريب. وحتى الاقتصاد الذي شكل النقطة القوية للرئيس الجمهوري خلال ولايته الأولى يشكو حاليا من صعوبات. فارتفاع اسعار البنزين والطاقة يثير استياء الاميركيين, كذلك التضخم الذي تتسارع وتيرته ليسجل أعلى معدل شهري في ايلول لارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية منذ آذار .1980 |
|