|
شباب وصداقات جميلة ومقاعد ومدرجات لا تشتاق إليها إلا بعد مفارقتها. محاضرات طالما انتظرت انتهاءها بالدقائق والثواني،حتى ملت ساعتك من كثرة مراقبتك لها، وها أنت اليوم بعد التخرج تتوق شغفاً إلى تلك اللحظات، عبارات أصبحت ترددها على مسامع الأصدقاء بعدما كنت تتجاهلها عندما كانت تصدر من خريجي الجامعات، فها هو لسان حالك يقول اليوم»سقى الله أيام الجامعة». أيام كان جل اهتمامك منصباً،في التركيز على الكتب والأوراق المبعثرة على طاولة الدراسة، وأقصى أحلامك ترفيع المواد بمعدل عال. هي المرحلة الجامعية، بتفاصيلها الصغيرة هذه، علمتنا متعة انتظار المواد، فكم تسارعت دقات قلبنا حتى سبقت أقدامنا إلى لوحة النتائج الامتحانية، وكم من صديق زففنا له فرحة ترفيع مادة بعد معركة طويلة وجولات متعاقبة من الرسوب! حقاً هي جامعة، جمعتنا في رحم واحد، فاختصرت جميع المسافات، فكم كانت تحلو لنا تلك المناقشات التي تدور بين الأصدقاء، وكم طربنا لسماع الآراء المتضاربة التي ازدانت بلهجات الأصدقاء المختلفة. أماكن وزوايا في حنايا الجامعة تحدثنا لها عن أحلامنا، وأفصحنا عما يجول في خاطرنا ثم غادرناها تاركين فيها أصداء أصواتنا، لعلها اليوم تتذكرنا إذا ما مررنا بها مصادفة ولعلها هي الأخرى تشتاق لشباب جامعي عاش أجمل فترات حياته بين ربوعها. أفكار عديدة... ومشاعر صادقة ورقيقة، لا يمكن أن تشعر بها إلى عندما تتغير هويتك، من طالب إلى خريج جامعي..خرج لتوه إلى معترك الحياة! |
|