|
شباب المؤامرات التي تحاك هنا وهناك، والتي هي بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى للقدرة على التعامل مع الحدث بكل مسؤولية كي يستطيع اجتياز هذا الاختبار الصعب ويكون بحق الحارس الأمين على كافة أفراد المجتمع من خلال كشف المتاجرين بقيم الوطن ورافعي شعارات براقة ظاهرها يختلف عن باطنها لتحقيق مصالح آنية ضيقة شخصية وخدمة أجندات دولية أصبحت على مدار الوقت تتكشف وتظهر للعيان. لنتفق أولاً على أنها ليست المرة الأولى التي يجري فيها استهداف سورية، ولنتذكر على سبيل العد لا الحصر الهجمة الإعلامية الشرسة التي تعرضت لها سورية في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وما أعقبها من عمليات تزوير وتحريف للرأي العام العربي من خلال تجييش وسائل الإعلام العالمية والعربية ذات التمويل الأجنبي المشبوه, في محاولة منها لتحويل هذا الرأي العام إلى ما يسمى بعلم النفس (غريزة القطيع) أي الانجراف خلف تلك الوسائل دونما التوقف والتفكير والتمحيص, أو دون أدنى درجات المحاكمة العقلية التي من خلالها يمكن للرأي العام معرفة الغث من السمين. لقد أثبتت الوقائع وبما لا يدع مجالاً للشك أن سورية أكبر من كل محاولات الاستهداف ، فرغم ما بثته وسائل الإعلام من فبركات إعلامية مدعومة بتقرير دولي سيئ الصيت – تقرير ميليس- كانت الحقيقة أكثر جلاء من كل هذه الفبركات الإعلامية المأجورة وبدا أن ما كان ما هو إلا غمامة صيف سرعان ما زالت، وخرجت سورية بعدها أقوى مما كانت وعادت لتؤدي دورها المحوري كلاعب أساسي في المنطقة. اليوم يعيد التاريخ نفسه وتعود من جديد سيناريوهات الحملة الإعلامية الموجهة والمعدة سلفاً ضد سورية، ولا نبالغ في القول إنها هذه المرة مدعومة بامبراطوريات إعلامية تفبرك الأخبار وتتلاعب بالصوت والصورة وتقلب الحقائق وتجيرها بما يتماهى والهدف الذي تنشده وأيضاً مع من يقف خلفها ويساندها. هنا يظهر دور الإعلام الوطني، ولنعترف أولاً أنه ليس من المعيب أبداً ما يأخذه البعض على الإعلام السوري بأنه إعلام ملتزم وموجه فهذه مهمة وطنية ولنتذكر أن أكثر الدول التي تدعي الليبرالية وحرية الإعلام ليس لديها إعلام محايد، ولكن ذلك لا يعني أن المهمة أمام إعلامنا الوطني سهلة ولكنها في الوقت نفسه ليست بالمستحيلة، إذا عرفنا ما هو المطلوب تحديداً في هذه المرحلة والتعامل معه بكل مهنية وقدرة على الرد المقنع والقادر على التـأثير. ولنضع نصب أعيننا أن مجرد الرد فقط على محاولات التضليل الإعلامي هذه لم تعد تكفي فالسجال الإعلامي كثيراً ما يأتي بنتائج عكسية، واعتقد أنه آن الأوان لينتقل إعلامنا الوطني من التلقي إلى الإرسال والانتقال من مرحلة الكم إلى مرحلة الكيف لاستيعاب الدور المحوري للإعلام في دعم بناء المجتمع والفرد والأمة ودعم صانع القرار باعتباره – أي الإعلام- حجر الزاوية في تهيئة الأجواء اللازمة والضرورية لحركة التنمية الشاملة في المجتمع وهذا يحتاج إلى تضافر جميع وسائل الإعلام السورية لتغطية أبعاد المؤامرة المكشوفة ومحاصرتها وامتلاك زمام المبادرة في الحصول على المعلومات وتفنيد المعلومات المشوهة التي تروج لها الفضائيات العربية والأجنبية، ومطلوب أيضاً مراجعة كاملة لهذا القطاع من خلال رسم استراتيجية إعلامية تأخذ في الحسبان تطوير المحتوى والمادة الإعلامية، وإدخال وسائل إعلامية حديثة , وكذلك مراعاة التغييرات والمستجدات كي يستطيع إعلامنا الوطني تحصين الساحة الوطنية والجبهة الداخلية من كل ما يعمل على إضعافها ومواجهة حملات التضليل الإعلامية وما يخرج عنها من الإساءة للوطن والشعب. |
|