|
مجتمع ولم نكن نملك مساحة لملءأوقات الفراغ إلا شعراً فكنا إن أحببنا تغزلنا شعراً وإن اشتقنا تأوهنا شعراً وإن أتى عيد الأم أو عيد الاستقلال هدينا الأم والوطن قصيدة بنفس العنوان... حتى أحاديثنا وثرثراتنا كانت مناظرة نثرية كثيراً ماتنتهي بالحديث عن فارس الأحلام الذي كان على أيامنا لايشبه لامهند ولايحيى ولاحتى أبي شهاب... بل كان الرجل الفارس الممتطي الصعاب والمستحيل على ظهر حصان... وحتى وإن تواضعت أحلامنا وأعجبت إحدانا بأحد أبطال المسلسلات فكنا نغرم برأفت الهجان ونغار من إيمان الطوخي ونحسد يسرا ونفتن بقلب الأسد ويوسف شعبان... في مراهقتنا حتى برامجنا كانت منظمة ولكي لاينزعنا الدلال كانت تبدأ بصياح ديك ولساعة واحدة فيها إماحكاية عالمية أوالليدي أوسكار... في مراهقتنا...كانت سناء محيدلي مثلنا الأعلى...لاديانا ولاهيفا ولاحتىنجلاء ومازلت أذكر صديقات الطفولة بإحدى مدارس الميدان يوم اجتمعنا كلنا على هدف واحد بأن نكمل مسيرة النضال ونكون للوطن فداء ...ماعدا صديقتنا فاطمة التي بررت رفضها بأنها ستنجب لنا الأبطال ويومها ضحكنا كثيراً على طموحها الذي قرأناه ببساطة وعفوية رسخته في أذني عمق المعنى واتزان النبرة وعدم اكتراثها للقهقهات ...وكأنهاتدرك أن المستقبل القادم يحتاج لمن يكمل المسيرة بنفس القوة والعزيمة التي امتلكتها أمهاتنا- شبه الأميات- فأم فاطمة بذاكرة تشرين التحريرية والوحدة والقنيطرة وسيناء ستلد بالتأكيد أبطالاً لاأشباه رجال وستعلمهم مع الألف باء لون علم البلاد وتقص لهم قبل النوم عن ميسلون وقاسيون ويوم الجلاء ...وستراهم بعد عشرين عاماً وراء كل باب عيادة وورشة بناء ومدرج جامعة وفي الثكنات ... واليوم ياصديقتي أستطيع ووطني تلوح في سمائه سحب سوداء أن أميز بين أبنائك وأبناء الاماء وأعرف أن وطني سورية مستحيل أن تكون نساؤه تنعت إلاسناء وفاطمة ...من الجولان حتى أقصى الشام والبادية والرقة وجبل الزاوية واللاذقية وسهل الغاب... لأن أبناء فاطمة ياوطني بالتأكيد خانة هويتهم وزمرة دمهم سوري الانتماء . |
|