|
مجتمع فعند بداية المراهقة يكون التلميذ قد تعلم القراءة والكتابة وبعض المعلومات الجغرافية والتاريخية والطبيعية وغير ذلك من الموضوعات المدرسية ،وهذا ما يجعل التعلم والمدرسة يحتلان مكانة مهمة في حياة المراهقين . ويؤكد الكثير من الباحثين التربويين ان مكانة التعلم والمدرسة عند المراهقين ليست واحدة ،فهناك عدد من تلاميذ المرحلة الإعدادية تجتذبه المدرسة لأنها تتيح له مجالا أوسع في التقارب مع زملائه وهو ما يعيق عملية التعلم لديه في بعض الأحيان لانه يجد في مصادقة أقرانه وزملائه ما هو أهم من الدراسة والتعلم ، إلا أن هذا لا يعني أن تعرض المدرسة عن ايلاء الاهتمام لتقارب التلاميذ وتعزيز أواصر الصداقة فيما بينهم، فالمدرسة الحديثة تخطط برامجها ونشاطاتها منطلقة ومستفيدة من أهمية الجماعة المدرسية في حياة التلاميذ وأثرها في الانجاز التربوي عموما فالحصة الدراسية مثلا ليست عملا دراسيا فقط ،وإنما هي بالإضافة لذلك موقف للتفاعل الاجتماعي بين تلاميذ الصف الواحد وبينهم وبين المعلم وبالتالي تحفل الحصة الدراسية بنماذج من التصرفات والأحكام والتقويمات والمواقف الانفعالية ذات الأهمية الكبيرة والتأثير البالغ على مجرى حياة التلاميذ في داخل الصف وخارجه. اهتمامات بمواد معينة .. وتشير نخبة من الاختصاصيين التربويين إلى انه تظهر لدى بعض المراهقين خلال فترة المراهقة اهتمامات بمواد دراسية معينة ما يجعل هذه المواد تستحوذ على جانب كبير من نشاطهم حيث يفتشون ويبحثون عن المعلومات المتصلة بها داخل المدرسة وخارجها، وهو ما يستوجب دفع التلاميذ وتشجيعهم بغية الاستفادة من مصادر التعلم على اختلافها لان ذلك ينمي القدرة على التعلم الذاتي لديهم، لكن هذه الوضعية الايجابية التي تتميز بوجود مصادر متعددة للتعلم تجعل المعارف والمهارات التي يتلقاها ويكتسبها التلاميذ خارج المدرسة تنافس المعارف والمهارات التي يحصلون عليها في المدرسة ما يؤدي إلى التقليل من أهمية التعلم المدرسي ويؤثر على مدى استغراق التلاميذ في أعمالهم المدرسية وعلى سير واجباتهم وانجاز مهامهم في الصف وخارجه . قدرة الاستيعاب .. كما أن من العلامات التي تشير إلى وجود صعوبة في التعلم لدى تلاميذ المدرسة الإعدادية والثانوية وما بعدها هو تدني القدرة على الاستيعاب بالمقارنة مع قدرة تلاميذ المدرسة الابتدائية وقد تعود أسباب ذلك إلى الموقف غير الصحيح من الدراسة والتعلم عموما أو إلى الطرائق والأساليب غير الصحيحة في استيعاب المواد الدراسية إذ غالبا ما يتعود التلاميذ في المدرسة الابتدائية ومنذ السنوات الأولى فيها على إتباع طرائق وأساليب لا تتفق مع القدرة العقلية المتنامية لديهم مع انتقالهم من صف إلى أخر أو إلى مرحلة أعلى تشتمل على مطالب أوسع وأعقد ما يؤدي الى ظهور صعوبات في تعلمهم . طريقة التدريس .. ومن أهم المظاهر الكاشفة عن بروز ثغرات وفجوات في المعارف والمهارات الضرورية التي تعيق التعلم في مرحلة المراهقة هو أن طريقة التدريس في المدرسة الإعدادية أكثر تعقيدا وأكثر تنوعا وتخصصا حيث وجود عدة معلمين في الصف الواحد ، ولكل معلم طريقته الخاصة في الشرح وتوجيه الأسئلة والمطالب وله موقفه الخاص من المتعلمين وبالتالي فان عملية تكيف التلاميذ في المدرسة الإعدادية قد تتم بصعوبة ،ولعل التلاميذ المقصرين في دراستهم هم الفئة الأكثر معاناة في التكيف مع ظروف الدراسة في أثناء مرحلة المراهقة ،كما أن العلاقات المتبادلة بين التلاميذ ومدرسي المواد المختلفة تصبح عبارة عن علاقات أكثر سطحية واقل شخصانية وان قيام التلاميذ بإجراء مقارنات وتقويمات للمدرسين وحسب معايير متعددة تؤدي إلى إعجاب التلاميذ وتقديرهم لبعض المدرسين والى توجيه النقد لبعضهم الآخر ونتيجة لذلك تظهر مواقف تفاضلية فبعض المعلمين محبوبين وبعضهم غير محبوبين وان موقف المراهقين من المادة الدراسية يتوقف قبل كل شيء على الموقف من المعلم وعلى الدرجات التي يحصلون عليها وعلى المعلومات التي يقدمها لهم وعلى الطريقة التي يعاملهم بها. اتساع مضمون التعلم .. وفي مرحلة المراهقة أيضا يتسع مضمون مفهوم التعلم لان عملية اكتساب المعارف والمهارات تتعدى نطاق المدرسة ونطاق البرامج المدرسية وهذه النزعة تتعاظم مع التقدم في النمو ،ومن ناحية أخرى قد يتحول التعلم في المدرسة في مرحلة المراهقة الى تعلم شكلي في حال وجود اهتمامات غير دراسية قوية مع غياب للاهتمامات المعرفية أي عندما لا تحتل عملية اكتساب المعارف والمهارات المكانة الأساسية في سلم القيم الشخصية لدى المراهق ذلك لان إدراك أهمية التعليم المدرسي لا يعد دافعا كافيا لنجاح التعلم وبالتالي فإن غياب الاهتمام المعرفي الأصيل يقود إلى فشل التعلم حيث يتحول العمل المدرسي إلى عمل ممل وغير ممتع كما تأخذ المعارف طابعا شكليا. |
|