تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل قتلت إسرائيل الناشط الإيطالي اريغوني ؟

موقع palestine chronicle
ترجمة
الاثنين 2-5-2011
ترجمة : ريما الرفاعي

مقتل الناشط الايطالي فيتوريو أريغوني في غزة على يد جماعة مسلحة متطرفة، الذي اعقب مقتل الناشط جوليانو مير خميس في مخيم جنين في الضفة الغربية خارج مسرح الحرية بعد ثلاث سنوات من توقع التلفزيون الاسرائيلي له بذلك،

جرائم يندى لها الجبين ولكن من المستفيد من هذه الجرائم بحق أناس كرسوا حياتهم لمساعدة الشعب الفلسطيني ؟‏

أريغوني عملاق لطيف ، وجه بشوش، رجل بعضلات قوية يرسم الفرحة على وجوه الاطفال ويحمل العلم الفلسطيني في مواجهة نيران القناصة الإسرائيليين التي تستهدف المزارعين في خلال جني محاصيلهم أو مساعدة الصيادين في غزة. هذا الرجل كرس حياته للمقاومة السلمية ، لذا شكل مقتله بتلك الطريقة العنيفة صدمة كبيرة وأسى وحزناً عميقاً .‏

بالطبع حققت إسرائيل مكاسب سياسية من مقتله كونه يشكل مع الناشطين الآخرين تحدياً مباشراً لهم، فضلا عن تراجع غولدستون عن تقريره.والسؤال لماذا؟‏

السبب الاول .إذا لم يتم العمل بسرعة فإن إسرائيل سوف تستخدم الزخم من هذين الحدثين ذريعة لإعادة اجتياح قطاع غزة لأسباب تتعلق بالإرهاب والامن.‏

السبب الثاني: تسعى إسرائيل إلى وضع حد لتنامي قوة الدفع لحركة كسر الحصار والنداء المتزايد لحركة التضامن الدولية (حركة التضامن الدولية).وهو ما يقودنا إلى توقيت مقتل كل من جوليانو وفيتوريو اللذين يلقيان احتراماً واسعاً لدى الفلسطينيين لأعمالهم الإبداعية.‏

جوليانو الذي ألهم جيلاً جديداً من الممثلين والكتاب في جنين ولفيلمه « الحياة تحت الاحتلال». و أريغوني او «فيك» كما يحب ان يسمى الذي استطاع ان ينقل الى العالم معاناة الفلسطينيين في غزة.‏

وكان الرجلان جزءاً من انتفاضة جديدة ، ويمكن القول إنها الأكثر نجاحا حتى الآن. الانتفاضة التي تؤذي إسرائيل ، في استوديوهات التلفزيونات في أوروبا والولايات المتحدة .‏

أكثر من ذلك، كان فيك عنصر محوري في إصلاح حركة التضامن الدولية في غزة، فريق مناهضة المقاومة العنيفة، التي علقت اعمالها في الاراضي الفلسطينية بعد مقتل اثنين من أعضائها على أيدي القوات الإسرائيلية بدم بارد، توم هيرندال وراشيل كوري،بعدما أصبح واضحا أن قادة إسرائيل قد اتخذوا قرارهم ليس بتجاهل حقوق الإنسان للناشطين في الضفة الغربية وقطاع غزة (وبالتالي وضعها على قدم المساواة مع الفلسطينيين)، ولكن باستهدافهم ايضا . وكرست حركة التضامن الدولية في غزة الوقت للنظر في ما إذا كان بامكانها تشجيع الناشطين الشباب على الانضمام اليهم على نحو متزايد لمرافقة سكان غزة في أعمالهم اليومية. وفي الآونة الأخيرة، كرس القادة العسكريون في الجيش الاسرائيلي اهتمامهم على جهود حركة « غزة الحرة « لكسر الحصار على غزة عن طريق البحر. ومما لا شك فيه ان أنصار إسرائيل يشعرون بالحرج في التأكيدات بأن قتل اريغوني تم بإيعاز من اسرائيل. والكثير منا يعرف الأساليب القذرة التي تستخدمها اسرائيل في مواجهة الهجوم الفكري ضد ممارساتها، وليس هناك أدنى شك في أن نظام الفصل العنصري الإسرائيلي بدأ يفقد علاقاته مع العالم.‏

وسبق لإسرائيل أن قامت بعملية اغتيال في دبي بحق عضو من حماس على يد أشخاص يحملون جوازات سفر اوروبية، كما خطف عملاء الموساد في الآونة الأخيرة مهندسا فلسطينيا من أوكرانيا بصورة غير قانونية وهو يقبع حاليا في سجن إسرائيلي.‏

وماذا عن الإكراه البغيض الذي يتعرض له الفلسطينيون الذين يعانون من أمراض مزمنة من قبل الشين بيت؟ فلا يعطون تصاريح بالخروج من القطاع للمرضى إلا بالكاد .وتجنيدهم للقيام بأعمال قذرة خدمة لإسرائيل في مدنهم وقراهم من اجل السماح لهم بالعودة لتلقي العلاج السريع او مقابل تلقي الاموال .‏

فإسرائيل تلجأ الى الكذب والقتل والإكراه لتحقيق أغراضها الخاصة. والسؤال المطروح: من المستفيد من قتل فيتوريو أريغوني؟ وما مغزى توقيت مقتله؟ الجواب: إسرائيل. وكان فيلم قد نشر على اليوتيوب للناشط شبيه بأفلام السلفيين، ظهر فيه «فيك» معصوب العينين واثار التعذيب واضحة على وجهه . لكن اذا دققنا في العلم الذي ظهر في الفيلم ،سنجد أن هناك كتابة على العلم .وبالعادة الإسلاميين لا يكتبون أي شيء على الأعلام، مع ان الكثيرين في الغرب يعتقدون ان الموضوع له علاقة بالسلفيين.‏

هناك احتمالان لمقتل أريغوني الذي قدم لأول مرة الى غزة في 2008 وكان أحد ركاب سفينة الحرية لغزة وتعرض للسجن في إسرائيل. الاول: إن أحداً ما تسلل من إسرائيل وقتله والاحتمال الاخر هو ان لأسرائيل عملاء على الارض ممن يتعقبون حركة النشطاء قاموا بالعملية.‏

يبدو ان إسرائيل قامت بالعملية بغية إخافة الناشطين و منع أي خطط ابحار جديدة الى غزة . فقد اعتبر السفير الاسرائيلي في انقرة غابي ليفي ان قدوم الناشطين الى غزة يعتبر استفزازا لهم.‏

وهناك المزيد من الدلائل ،حيث طلب مكتب نتنياهو من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وقف ابحار اسطول النشطاء الى غزة . زاعماً ان الاشخاص الذين ينظمون بعثة السفن هم عناصر إسلامية متطرفة تعتزم «اشعال المنطقة». ثم ، قال المفلس أخلاقيا سيلفيو برلسكوني للاذاعة الاسرائيلية انه سيعمل لمنع الأسطول المقبل المتجه الى غزة ، من الإبحار. وان اسرائيل ليس لديها شريك سلام قابل للاستمرار. وأكد أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يثق بها الغرب ، وانه يتعين على اسرائيل الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. في اليوم التالي، اختطف فيك. وفي نفس الليلة ودون أي مفاوضات واقعية يمكن أن تتم من أجل إطلاق سراحه ، قتل فيك.‏

ضربة نفذت لتخويف أولئك الذين يعملون على مجيء الأسطول المقبل الى قطاع غزة . لكن لا يجب ألا ندع الحكومة الإسرائيلية تنجح في مرادها .وبالرغم من الحزن الشديد على مقتل «فيك» الا أن هناك ارتفاعاً حاداً في اعداد الناس الذين يريدون الذهاب إلى فلسطين في حركة التضامن الدولية، وحتى ان والدة فيك ستبحر الى غزة على متن الأسطول المقبل.‏

والدة أريغوني تحدثت عن تهديدات بالقتل وردت من جناح اليمين الأميركي على موقع ابنها على الانترنت، وتحدثت عن حب ابنها لاهل غزة مع كل ما أمكنه من قوته الهائلة ، مع كل ابتسامة له.‏

يا له من يوم عظيم عندما تبحر السفن إلى غزة وتستقبله حكومة فلسطينية موحدة. عباس وهنية جنباً إلى جنب. فلسطين واحدة ، صوت واحد. حكومة واحدة قادرة على منع اسرائيل من التسلل وقتل أولئك الذين يأتون حاملين الامل للقطاع المحاصر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية