|
البقعة الساخنة فهذه الدولة لم يسبقها أحد في ابتداع أساليب ارتكاب الجرائم بحق الانسانية جمعاء، وكذلك لم تتمكن أي جهة أو دولة في العالم من اللحاق بها في ترويج وتسويق اختراعات أدوات ووسائل انتهاكات حقوق الإنسان حيث لم تترك وسيلة ممكنة في هذا الأمر إلا وأنتجتها واستخدمتها وبرعت في العقدين الأخيرين في محاولات اخفاء جرائمها مستخدمة الجو والفضاء والبحر والبر بذريعة محاربة الإرهاب. ولم يعد خافياً على أحد قيام أميركا بافتعال المشاكل وفبركة الروايات وممارسة التضليل وبث الافتراءات في العالم ومن ثم التحرك على مستوى المؤسسات الدولية ومنها المرتبطة بحقوق الإنسان للتدخل في هـذه المناطق تحت ستار دعاوى جاهزة وكاذبة وملفقة لتحقيق المصالح الأميركية والصهيونية، وما جرى خلال العقدين الأخيرين في افغانستان والعراق ويجري اليوم في ليبيا واليمن والصومال والسودان وغيرها من المناطق أمثلة صارخة على خبث السياسة الأميركية وانعدام أي قيم لاحترام حقوق الانسان فيها. فمن يدعي السعي لاحترام حقوق الانسان لايقم بقصف المدنيين والأطفال والنساء بالطائرات والبوارج لمجرد الشك بوجود ارهابيين وفق التصنيف الأميركي. ومن يزعم احترام حقوق الانسان لا يقم بإنشاء سجون ثابتة وطائرة - جوية وبحرية وبرية في كل مناطق العالم ويمارس شتى أنواع التعذيب ومخالفة أبسط القوانين الانسانية والأمثلة الأميركية الصارخة على ذلك بدءاً من غوانتانامو ومروراً بالسجون السرية والطائرة في أوروبا وسجون العراق وعلى رأسها فضائح ابو غريب وصولا الى افغانستان ومحيطها الاقليمي شواهد حية ومفزعة لقوائم الانتهاكات الاميركية لحقوق الانسان في كل انحاء العالم . فما جرى قبل أيام في مجلس حقوق الانسان بشأن سورية مهزلة بكل معنى الكلمة واحتقار لقيم احترام حقوق الانسان ويشكل معطى جديدا على استمرار السياسة الاميركية بتحويل مؤسسات الامم المتحدة الى ادوات لدعم تنفيذ السياسات الاميركية في العالم ودليلا على البلطجة الاميركية التي يتم الاتكاء عليها لدفع دول على التصويت تحت التهديد بقطع المساعدات او قلب الانظمة وغيرها من الاساليب الحقيرة والمكشوفة لتمرير المشاريع والمخططات الاميركية عبر المؤسسات الدولية. وما جرى ايضا كما وصفته الخارجية الروسية هو مثال صارخ على التسييس الواضح لعمل المؤسسات الدولية وانتهاك لمبادىء الحوار والتعاون التي تعد العمود الفقري لقيم احترام حقوق الانسان واستخدام غير مقبول لتحقيق اهداف آنية وللتدخل في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة اضافة الى كونه تعبيراً عن سياسة الكيل بمكيالين والانتقائية التي تتسم بها السياسة الاميركية وخاصة في منطقة الشرق الاوسط . من الواضح ان ادارة اوباما تلعب بالنار المستعرة في المنطقة وهذه النار لا تعرف التمييز في حال اشتدادها وتمددها بين المصالح الاميركية وغيرها وربما سيكون البادىء بإشعالها اول من يأتيه الحريق . |
|