تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تحت سقف الوطن

شؤون سياسية
الاثنين 2-5-2011
بقلم: نواف أبو الهيجاء

سنة الحياة أن تتقاطع الآراء وأن تختلف أما التناقض فهو أمر آخر تماماً لا تحسمه في النهاية إلا نتيجة الصراع الحتمي بين المتناقضين تحت سقف الوطن -حين يؤمن الأطراف-

بضرورة الحوار تتوافر عوامل النجاح: فتحت هذا السقف لابد من وجود قواسم مشتركة وثوابت لا محيد عنها لكل الأطراف المختلفة فالاختلاف في وعلى طريقة البحث في الأفضل لحياة أفضل لابد أن يقود القوى والأطراف إلى طاولة الحوار.‏

الباري عز وجل أمرنا بأن نجادل بالتي هي أحسن ولم يقل الباري بالمجادلة -أي بالحوار- عبر السكاكين والسيوف والنار والقتل والتدمير ولا عبر التوافق (التآمري) مع العدو الذي يكيد للوطن ولكل أبنائه الطيبين والشرفاء والمخلصين والذين هم على استعداد لبذل النفس في سبيل صيانته وعزته وكرامته ببساطة: إن كرامة الوطن من كرامة المواطنين والعكس صحيح.‏

هنا تنبري قضية العقل وإعماله بعيداً عن لغة رفض الآخر أو إقصائه مادام هذا الآخر قد رضي أن يكون تحت سقف الوطن وتحت سقف الوطن نفي بات ونهائي للتمترس تحت أي سقف غيره ويعني رفض الاستعانة على أهل الوطن بالغرباء عامة وبالأعداء خاصة.‏

لابد هنا من القول إن لغة الحوار هي لغة الحضارة المعتمدة على الإصغاء للرأي الآخر ومن ثم طرح الرأي الذي يمكن أن يتقاطع معه إيجابياً أو أن يخالفه انطلاقاً من الظن أو الاعتقاد بأن ما هو مطروح قد لا يوفر للوطن المنعة وللمواطن كامل حقوقه.‏

في لغة الأخذ والعطاء لابد في النهاية أن تتلاقح المواقف والآراء مع توافر النية الطيبة والتمسك كما أسلفت بسقف الوطن وبالثوابت التي لا يختلف عليها اثنان من بني الوطن.‏

في سورية اليوم قضية وطن وشعب وأمة لأن سورية في القلب العربي نابضة بما يعني تعافي المواطن وتعافي مواقفه وبالتالي لابد من أن نتوقع أن يكون للقوى المعادية نيات ومحاولات بحيث تدس أنفها وبفظاظة لتمنع الوفاق الوطني.‏

تستخدم كل السبل والوسائل للوصول إلى هدفها الذي يعني إخراج سورية من قلبها ومن قوتها وإبعادها عن مسار اختطه شعبها منذ مطالع القرن العشرين حتى سميت سورية (قلب العروبة النابض).‏

كل معاد للعرب سيتآمر ويحاول أن يمنع أن يجلس الوطنيون القوميون العرب من أبناء سورية تحت سقف الوطن للعمل على تمتين الوطن وإعلاء كلمته وإحباط مخططات أعدائه.‏

ولعل غباء قيادات الفتنة والتآمر في لندن وواشنطن وغيرهما -إضافة لتل أبيب- قد دفعها إلى أن تتعجل في الكشف عن كامل أهدافها حين تحدثت نيابة عنهم نائبة وزير الدفاع الأميركي حين قالت: إن فرصة سورية لاستعادة أمنها واستقرارها مرهونة بأربعة شروط: أولها: فك تحالف دمشق بطهران وثانيهما التخلي عن دعم واحتضان المقاومة الوطنية في لبنان والمقاومة الفلصسطينية وثالثها الالتحاق استراتيجياً بسياسات دول الخليج ورابعها: إبرام اتفاقية (سلام) مع إسرائيل.‏

وهذا يعني أن المطلوب من سورية يرفضه السوريون الوطنيون - سواء أكانوا ممن خرج في المظاهرات السلمية مطالباً بالمزيد من الحريات والمزيد من الإصلاح والمزيد من التقدم في الحياة وأطرها ونظمها عامة- أم كانوا من أصحاب القرار في الوطن -أي قيادته-.‏

إذا اتفقنا على رفض المطلوب صهيونياً وأميركياً من سورية شخّصنا الداء والدواء معاً.‏

فسورية مستهدفة لأنها سيدة قرارها ولأنها حاضنة المقاومة ولأنها ترفض الخضوع لإملاءات واشتراطات العدو المحتل ومن يسانده.‏

ألا تشكل هذه الأمور أساساً لحوار تحت سقف الوطن؟ بمنعنى الاتفاق عليها كأساس وثوابت من جهة والانطلاق منها لتثبيت دعائم الاستقرار من جهة ثانية والبحث الجماعي من جهة ثالثة ومن قبل كل القوى الوطنية والقومية -عن سبل دعم حرية المواطن وتحقيق مطالبه المشروعة- من إلغاء قانون الطوارئ وليس انتهاء بقانون الأحزاب والصحافة، بل صعوداً إلى ما يرتقي إلى مجمل طموحات المواطنين وفي مقدمتهم قيادة آمنت بالإصلاح طريقاً لقوة سورية ومنعتها، وبالتالي كي تكون سورية رافعة قوة للمقاومة العربية وللمواقف القومية عموماً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية