تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ابكِ

معاً على الطريق
الاثنين 2-5-2011م
ديانا جبور

هل تجوز مقارنة سير الأفراد ومصائرهم بمسارات الأوطان وصيروراتها ؟

عندما سئلت الزعيمة الهندية كيف تستطيع إدارة شؤون بلد هو أشبه بقارة يقترب تعداد سكانها آنذاك من المليار , أجابت ببساطة : تماما كما أدير شؤون أسرتي ومنزلي .‏

بالقياس أقول إن الأمهات منا يعلمن صحة المثل القائل إن الطفل الذي لايبكي لا تطعمه والدته , ولا أي أحد آخر بطبيعة الحال ( قد يبتزه أو يختطفه لأجل اللقمة ) . السكون رضا بالنسبة للوالدة , لكنها تتعلم أيضا وفي حالات خاصة واستثنائية أن السكون كمون , فقد يكون دلالة علة , وقد يكون ترحيلاً مؤقتاً لمطالبات متراكمة تتفجر بصخب قد يولد عنفاً .‏

طالما أنه نائم فلا توقظيه ليأكل، درس تكرره الأوليات على الأمهات الشابات , فالسبات دليل اكتفاء فإن أيقظته أفسدته وأفسدت عليه هناءته وهناءتك , ثم يؤكدن ما سبق بمثل آخر يقول إن نوم الظالمين عبادة .‏

لكن الخبرات المستفادة تظل أضيق من اتساع الحياة واختباراتها المذهلة للأم الذاهلة عن جوهر الحياة الذي يجعلها تفيض عن أي قوالب مهما اتسعت وتنوعت.‏

حدثتني امرأة أن رضيعها ظل نائما لسبع ساعات متواصلة , ما يعني أنه فوت وجبتين على الأقل , لكنه عندما استيقظ , كان استيقاظه أقرب إلى الانفجار , حتى إنها فكرت أن بكاءه لم يكن فقط تعبيراً عن جوع , بل هو مزيج من غضب وتوتر وملامة شعرت بها عندما مدت له الرضاعة فلم يستطع التقاطها لشدة توتره وتخبطه .‏

هدهدته , ولأنه كان خائر القوى لم يلبث أن سقط في وهدة النوم , ثم لقمته الرضاعة فبدأ يستجر غذاءه بفعل الغريزة اللاواعية , وعندما صحا في منتصف وجبته كان الجوع والقهر من الإهمال قد تناءيا .‏

كان الاختبار قاسياً للاثنين , لكن العلاقة لم تلبث ان استقامت بين حرارة اشتياق الابن ودفء حضن الأم .‏

dianajabbour@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية