تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رجال الدين ومثقفون وحقوقيون وفعاليات اجتماعية واقتصادية: مواجهة المؤامرة.. والمواطن شريك أساسي بالإصلاح

دمشق
سانا- الثورة
الصفحة الأولى
الاثنين 2-5-2011م
دعا رجال دين مسلمون ومسيحيون سوريون أبناء سورية إلى الوقوف في وجه المؤامرة التي يتعرض لها الوطن متمسكين بالوعي وقيم المحافظة على الوحدة الوطنية وصولا إلى افشال هذه المؤامرة وخروج سورية أكثر قوة في ظل مسيرة الاصلاح التي بدأت وستستمر.

وأوضح المطران لوقا الخوري المعاون البطريركي للروم الارثوذكس في دمشق في حديث للفضائية السورية أمس أن الله تعالى خلق الانسان على صورته فأعطاه الحرية المبنية على المسؤولية وان أبناء سورية يمتلكون هذا النوع من الحرية المسؤولة التي يحافظون بها على وحدتهم الوطنية وبالتالي فهم سيصمدون أمام ما أصابهم من حوادث مؤلمة لا تليق بروح المحبة والسلام التي يتمتعون بها.‏

ولفت الخوري إلى أن الصهيونية العالمية تستهدف سورية وشعبها منذ زمن بعيد وهي لا تنفك تعمل على الاساءة للشعب العربي عامة والسوري خاصة لانه يؤكد دائما اصراره على التصدي لمخططاتها ومواجهتها بكل ايمان وحزم وقوة.‏

بدوره قال الشيخ عبد الرحمن علي ضلع ان هناك من يؤجج الفتن ويعمل ليلا نهارا على حياكة الخطط والتآمر على كل شرائح المجتمع السوري مؤكدا أن الشعب السوري متماسك وقوي بوحدته الوطنية وأن الايام القادمة ستحمل المزيد من الخير للبلاد.‏

وأضاف ضلع ان البعض استغل بيوت الله فأخرجها من نطاقها المتمثل بالعبادة ليحولها إلى أداة للفوضى ولكن أبناء سورية واعون لهذا الامر وهم يعلمون أن المساجد ليست منابر لمن يريد تأجيج نيران الفتنة مبينا أن الوعي الذي أبداه الشعب السوري هو الذي سيحاصر المؤامرة ويردها على أعقابها لينعم السوريون جميعا بالاصلاحات.‏

من جانبه قال المطران جان قواق مدير الديوان البطريركي للسريان الارثوذكس بدمشق ان رجال الدين جميعا مع الاصلاح والمطالبة السلمية به ولكنهم ضد الفوضى ويدعون إلى الحوار بين الشعب والحكومة بطريقة حضارية ومنضبطة من خلال المؤسسات وليس الشارع.‏

وأشار قواق إلى أن أعداء سورية يسعون إلى دفعها للتنازل عن مواقفها القومية الممانعة حيث اتخذ بعض المرتبطين بالخارج من التظاهرات مطية ليعيثوا فسادا ويحاولوا تمرير هذا المخطط الامر الذي لن يسمح به الشعب والقيادة في سورية وسيكون السوريون اشد تمسكا بوعيهم وقيمهم وثوابتهم الوطنية لدحر هذا المخطط الذي يهدف للعبث بأمن هذا البلد الامن.‏

من جانب آخر اكدت نخبة من المثقفين والحقوقيين والفعاليات الاجتماعية والاقتصادية ان كل مواطن سوري شريك اساسي في عملية الاصلاح ودفعها إلى الامام لتحقيق اهدافها في مختلف المجالات والحفاظ على الوحدة الوطنية كاساس في بناء سورية الوطن ودولة القانون والمؤسسات.‏

واعتبرت هذه النخبة أن محاولة استهداف سورية من خلال التهويل والحرب النفسية وفبركة المعلومات ومقاطع الفيديو التي تقودها بعض الفضائيات المغرضة اصطدمت بوعي الشعب السوري المتعايش تاريخيا وتعرض لمؤامرات اخطر واكبر عبر تاريخه الا انه افشلها وحافظ دائما على وحدته الوطنية وتماسكه وعمقه الحضاري.‏

واكد المحامي عمران عمران عضو مجلس الشعب عن محافظة طرطوس ان برامج الاصلاح لا تتم بشكل عشوائي أو بطريقة كلية بل تحتاج إلى المرور بمراحل زمنية تتعاقب وتتواصل بحيث يؤدي التراكم الكمي إلى تغيير نوعي يؤدي إلى نتائج ملموسة على ارض الواقع مبينا ان عملية الاصلاح تستند إلى تحديد المسار الذي نتجه فيه على شكل خطوات وحلقات تبدأ من السابق وترتبط باللاحق معتبرا ان عمليات الاصلاح تستند جوهريا إلى مساهمة المثقفين والمفكرين.‏

وقال عمران ان المراسيم التي صدرت وخاصة الغاء العمل بحالة الطوارئ جاءت منسجمة مع كثير من تجارب الدول المتطورة في هذا المجال وتؤكد جدية القيادة في التعامل بشكل واضح وسريع مع مطالب الشعب مبينا أن معظم الحقوقيين والعاملين في مجال القضاء في سورية رحبوا بتلك الخطوات المهمة التي ستجعل من القضاء نزيها وعادلا.‏

واكد القاضي بدر الدين انور من مدينة بانياس ان العملية الاصلاحية يجب ان تشمل جميع مؤسسات الدولة بالترافق مع تعزيز دور القضاء كاساس لنجاح عملية الاصلاح ولذلك لابد من دعم الجسم القضائي بكادر مؤهل علميا ووطنيا وتعزيز استقلاليته كما انه لابد من تفعيل العمل بمبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب وتشكيل لجان لمحاسبة الفاسدين واتخاذ اشد العقوبات بحقهم.‏

وقال الطبيب رفيق محسن نقيب اطباء طرطوس ان عملية الاصلاح تحتاج لعمل اجتماعي متكامل يبدأ باصلاح الفرد فالاصلاح لا يعني فقط اصدار المراسيم بل لابد من تصحيح الاخطاء ومحاربة الفساد الذي يجب ان يتعاون عليه كل مواطن والالتزام بالقوانين مبينا ان اصدار قانوني الاحزاب والاعلام سيساهمان بشكل كبير في دفع عملية الاصلاح من خلال خلق حالة من الحراك السياسي والاعلامي تعزز الحوار الوطني وتدفع جميع اطراف العملية السياسية للعمل بجدية في ظل جو من المنافسة.‏

من جهته يرى الشاعر محيي الدين محمد ان المثقفين والمفكرين والادباء يتمتعون بدور حيوي في هذه المرحلة من خلال ما يطرحونه من رؤى وافكار باعتبار الادب منبر حر لاي مواطن لطرح ارائه وافكاره بعيدا عن التجارب او التحليلات القاصرة التي تنقصها الحجة والاثبات العلمي معتبرا ان مسؤولية المثقف الاجتماعية تفرض عليه البعد عن أي مكسب شخصي من وراء فكره وعلمه بل يكرس تجربته لخدمة المجتمع.‏

ودعا الدكتور ابراهيم سلقيني مفتي حلب ابناء الوطن إلى ضبط النفس وأخذ الامور بالحكمة وحسن التصرف والحذر وتحاشي الاعتداء على حرمة الانسان في دمه وماله وعرضه والالتزام بما فيه خير الامة وصلاحها واصلاحها.‏

واعتبر الدكتور احمد زياد محبك استاذ الادب العربي الحديث في جامعة حلب انه من الضروري الان الحفاظ على امن الوطن الذي يتعرض لمخطط خارجي مدروس هدفه النيل من مواقف سورية ونهجها الثابت حيال القضايا الوطنية والقومية واحداث شرخ في بنيتها الداخلية لافتا إلى ان هذه المؤامرة على امن الوطن واستقراره هي سلسلة من المؤامرات السابقة التي تم احباطها وافشالها والانتصار عليها بوحدة الشعب وارادته.‏

وقال المهندس حسين عبد الرحمن الحمو من هيئة التشغيل بحلب اننا تربينا على ان المواطنة هي الانتماء لتراب الوطن الذي احتضن طفولتنا وشبابنا ومن واجبنا صونه وحمايته من الاخطار واعمال التخريب التي تحاول بعض القوى الخارجية والقنوات المغرضة حاليا بثها وزرعها بين المواطنين بهدف زعزعة امن الوطن واستقراره وابعاد سورية عن خط المقاومة ضد المشاريع الاسرائيلية والامريكية وتقويض دورها ومواقفها الوطنية والقومية ومكانتها ودورها الاقليمي على الساحة العربية.‏

واوضح يوسف ابراهيم جمعة عضو مجلس محافظة حلب أن حجم المؤامرة الخارجية التي تتعرض لها سورية اليوم يتطلب منا بذل الغالي والنفيس وما نملك من قوة وعزيمة وارادة وطنية وقومية للدفاع عنها وحمايتها مشيرا ان ما جرى ويجري من احداث راح ضحيتها المئات من الشهداء تجاوز مرحلة المطالب المشروعة للشعب لتنتهي بمؤامرة حقيقية واضحة بكل عناصرها ودوافعها هدفها ضرب امن الوطن واستقراره لافتا إلى ان عجلة الاصلاح في سورية تتسارع الان بشكل كبير لتلبي مطالب الملايين من ابناء سورية الذين يدركون جيدا ان العبث بامن الوطن واستقراره هو من كبائر المحرمات لذلك على كل مواطن المشاركة في عملية الاصلاح.‏

وفي السويداء اشار الشيخ أحمد الهجري شيخ العقل الاول لطائفة المسلمين الموحدين ان حزمة المراسيم الاصلاحية التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد كانت محل ارتياح المواطنين وتشكل خطوة مباركة في مسيرة الاصلاح والتطوير التي تنتهجها سورية في حين قال وليد جعفر مدير التجارة والاقتصاد بالسويداء ان الاصلاحات المنفذة هي خطوة مهمة تضاف إلى الاصلاحات السابقة وستؤدي إلى احداث تغيير نحو الافضل من خلال تفعيل الحياة الاقتصادية والسياسية وستنقل سورية إلى مرحلة متقدمة تنعكس ايجابا على جميع المواطنين.‏

وأوضح نبيل بدر مدير المالية في السويداء أن خطوات الاصلاح في سورية عبرت عن النية الصادقة للحكومة في الاصلاح وتحقيق الثقة بين المواطن والحكومة عبر فتح أقنية متبادلة باتجاهين مبينا أن الاصلاح مطلب عام يفرضه تطور الشعوب لكن يجب الا يستغل لتحقيق غايات ومآرب لا تخدم الوطن والمواطن.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية