|
المصدر: ولعل الوصول الآمن إلى هذه المرحلة يتطلب إعادة سبر واستنهاض القوى الفاعلة في المجتمع على قاعدة أن الوطن للجميع بقدر ما يكون الجميع تحت سقف الوطن بحيث لا يزعم أحد امتلاك ناصية الحقيقة لأن هذه الحقيقة هي نتاج تفاعل خلاق بين جميع أبناء الوطن، وليست وصفة جاهزة يقدمها طرف ما ويسعى لإملائها على الآخرين الشركاء في الوطن. ومن هنا، فإن الأصوات القادمة من وراء الحدود والتي تقدم مثل هذه الوصفات دون مراعاة الخصائص المحلية، والمعطيات الحقيقية على الأرض، إنما هي مساهمة سلبية في حوار وطني مطلوب ولا غنى عنه، ولكن على قاعدة احترام موقف الأغلبية، واحترام حقيقة أن الشعب السوري قال كلمته، وعبر عن موقفه ، في تأييد عملية الإصلاح بكل جوانبها، ولكن بعيدا عن لغة العنف وبعيدا عن الرهانات الخارجية التي لا يخفى على أحد أهدافها ومراميها . الاختلاف في وجهات النظر أمر مشروع، وهو علامة صحية على حيوية المجتمع وغناه، ويظل هذا الاختلاف ايجابيا طالما كان تحت سقف الثوابت الوطنية، وفي اللحظة التي تخرج فيها أصوات تمس الوحدة الوطنية وتدفع لتعكير صفو السلم الأهلي ،وتستقوي بالأجنبي، فانه يتحول الى معاول هدامة تعرقل، بل تهدد عملية الإصلاح برمتها وتستدرجها إلى مسالك مهلكة. |
|